| | كل نفس ذائقة الموت | |
| | |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ahmed fawzy المراقبه العامه
عدد الرسائل : 1684 العمر : 47 رقم العضويه : 369 دعاء : اعلام بلدك : الهوايه : الوظيفه : نقاط : 1909 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 22/06/2009
| موضوع: رد: كل نفس ذائقة الموت السبت أغسطس 01, 2009 9:41 pm | |
| باليمن كان يأتى منه هذه النعال ، فكانت تنسب إلى هذه البلدة يقول لك مثلا : هذا نعل أمريكى نعل أوروبى نعل كورى مصرى . فالنبى r يقول له : ((ياصاحب السبتيتين ويحك ألق سبتيتيك)) نعليك فنظر ، فلما عرف الرجل رسول الله خلع نعليه فرمى بهما .. ثم أتى على قبور المشركين فقال : ((لقد فات هؤلاء خير كثير)) ثم أتى على قبور المسلمين فقال : ((لقد أدرك هؤلاء خيرا كثيرا)) فمر على مقابر المشركين ، ثم مشى فمر على مقابر المسلمين . احتج بهذا الحديث الإمام ابن حزم على أنه لا يدفن مسلم مع مشرك ، واحتج به أيضا فى مكان آخر على تحريم المشى بالنعال بين القبور ، وسأفصل فى هذه المسألة إن شاء الله تعالى ، السنة : ألا يدفن المسلم مع الكافر ، و ألا يدفن الكافر مع المسلم. الدفن فى المسجد : ومن الأحكام أيضا فى هذا الباب : أن السنة الدفن فى المقابر ليس فى المساجد ، فكل من حافظ على الصلوات فى جماعة وعلم الناس شيئاً ، ويقام له بعد ما يموت ، ويدفن فى المسجد ، لا ليس هذا من السنة ، بل من السنة الدفن فى مقابر المسلمين ، لأن النبى r كان يدفن الموتى فى مقبرة البقيع . هل هناك أفضل وأطهر فى الدنيا بعد الأنبياء من الصحابة ؟ ! لا ، والله كل الصحابة الذين ماتوا فى المدينة دفنوا فى البقيع فى مقبرة المسلمين ، فالبقيع هو مقابر إلى جوار المسجد النبوى ، وهناك من الصحابة من دفن فى مقابر المسلمين خارج المدينة ، كانوا يخرجون للدعوة وللعلم و للتجارة فمن مات منهم لم يقل المسلمون : هذا صحابى من أصحاب رسول الله نعمل له ضريحاً فى المسجد وندفنه فى المسجد ، لا أبدا بل السنة أن يدفن الميت المسلم فى مقابر المسلمين . فلما قبض رسول الله r لم ينقل عن أحد من السلف أبدا أن مسلما دفن فى غير المقابر ، يعنى لم يثبت عن أحد من السلف أبدا أنه طلب أن يدفن فى غير المقابر أبدا ، لا يوجد رجل من سلف الأمة الصالح من أهل الفضل والعلم أوصى قبل موته أن يدفن فى غير مقابر المسلمين . قد يحتج علينا بدفن النبى r فى غير مقابر المسلمين ، فهذا أمر خاص برسول الله ، فهذا من خصوصياته r ، فلقد ثبت فى الحديث الذى رواه الترمذى ( ) وغيره ، وهو حديث ثابت صحيح بمجموع طرقه ، وشواهده من حديث عائشة قالت : لما قبض رسول الله r اختلفوا فى دفنه قالوا : أين ندفنه فى البقيع مع المسلمين أم أين ندفنه ؟ هذا رسول الله r ! فقال أبو بكر : أهناك أصدق فى الأمة بعد نبيها من أبى بكر – إنه الصديق رضوان الله عليه – فلما وجد الصحابة قد اختلفوا قال أبو بكر – رضوان الله عليه : سمعت من رسول الله r : (( ما قبض الله نبيا إلا فى الموضع الذى يحب أن يدفن فيه)) . يعنى : كل نبى قبض فى موطن دفنه – يعنى بالمكان الذى قبض فيه اللحد ويدفن فيه ، لأن الله لا يقبض نبيا إلا فى المكان الذى يحب النبى أن يقبض فيه – وأنتم تعلمون أن النبى كان يحب عائشة – رضى الله عنها – ويعلن ذلك . روى البخارى ( ) من حديث عمرو بن العاص قال : يارسول الله من أحب الناس إليك ؟ قال : (( عائشة )) . كلام واضح وصريح لكن أريد أن أقيد و أقول : بعد خديجة – رضى الله عنهن – جميعا . فقال عمرو : من الرجال أنا أسألك عن الرجال يا رسول الله : من أحب الناس إليك من الرجال ؟ قال : (( أبوها )) . أبو بكر : ثم من ؟ قال : (( ثم عمر )) ترتيب ، فعائشة أحب النساء إلى قلب النبى r ، والصديق أحب الرجال إلى قلب النبى r وبعد الصديق عمر . فالنبى كان يحب عائشة ، ولذلك لما مرض النبى r فى مرضه الأخير ، قبل الموت كان فى بيت حفصة – رضى الله عنها – اشتد به الوجع و الألم فى بيت حفصة لما دخل على السيدة عائشة يشكو رأسه ، فدخل ووجد السيدة عائشة تشتكى رأسها ، سأذكر الحديث الآن بالتفصيل تقول : وارأساه فقال لها : (( بل أنا والله وارأساه )) ( ) يعنى أنا الذى أشتكى ألما شديدا فى رأسى فخرج من بيت عائشة ، ودخل على السيدة حفصة ، واشتد به الوجع هنالك فاجتمع نساؤه – رضوان الله عليهن – ليمرضنه وليكن إلى جواره بأبى هو و أمى r ، فأمرهن أن يصبوا عليه الماء فأحضروا له طستا أو مخضبا فى بيت حفصة ، وصبوا على رسول الله r الماء حتى أشار إليهن بيده وهو يقول : ((حسبكن)). وفى لفظ : ((قد فعلتن)) . ثم عصب رأسه r وأراد أن يخرج ليودع أصحابة بكلمات رقيقة رقراقة ، ثم استأذن نساءه أن يرجع ليمرض فى بيت عائشة فأذن له – رضوان الله عليهن – مع أن النوبة لم تكن على عائشة لكن استأذن أن يرجع إلى بيت عائشة ، ليكون عند عائشة – رضوان الله عليها وعلى زوجات رسول الله r - فعاد النبى إلى بيت عائشة فقبض فى حجرة عائشة فى يوم الإثنين الثانى عشر من ربيع الأول . قال أبو بكر – رضوان الله عليه : سمعت من رسول الله r شيئا ما نسيته : ((ما قبض الله نبيا إلا فى الموضع الذى يحب أن يدفن فيه)) . فدفنوه فى موضع فراشه هذا أمر خاص بالنبى r . ثم أود ان أزيد المسألة تفصيلا و إيضاحا فأقول : كان النبى r فى حجرة عائشة ، وكانت الحجرة فى خارج المسجد صحيح أن بابها يطل على المسجد ، لكنها كانت خارج المسجد كل حجرات النبى كانت تطل على المسجد النبوى ، وظل النبى r مدفوناً فى حجرة عائشة حتى توفى أبو بكر – رضوان الله عليه – فدفن الصحابة أبا بكر فى الحجرة النبوية ، إلى جوار رسول الله r وبعض الناس يظن أن الرسول r دفن هكذا ، وأبو بكر عن يمينه وعمر عن شماله وهذا خطأ فلما دفن أبو بكر – رضوان الله عليه – دفن هكذا وضعت رأسه عند قدم رسول الله r أمامه ، وكانت عائشة – رضوان الله عليها – قد جعلت الموضع الآخر لتدفن مع رسول الله وأبيها ، فلما طعن عمر – رضوان الله عليه – تمنى عمر أن يدفن مع صاحبيه مع رسول الله و أبى بكر ، فأرسل عبد الله بن عمر – رضى الله عنهما – إلى عائشة ليستأذنها قال : اذهب يا بنى إلى عائشة فاستأذنها أن أدفن مع صاحبى ، فإن أذنت فالحمد لله فو الله ما يشغلنى الآن إلا ذلك ، فإن أبت فردونى إلى مقابر المسلمين . قال عبد الله بن عمر : فذهبت إلى عائشة – رضى الله عنها – فوجدتها جالسة تبكى ، فقلت : إن عمر يستأذن – إن عمر بن الخطاب ، لأن عمر قال له : قل عمر بن الخطاب يستأذن أن يدفن مع صاحبيه ولا تقل : أمير المؤمنين فأنا اليوم لست بأمير المؤمنين فقال : عمر بن الخطاب يستأذن أن يدفن مع صاحبيه يقول : فوجدت عائشة تبكى وهى تقول : والله لقد كنت قد جعلت هذا المكان لنفسى ، ولكنى أؤثر اليوم عمر على نفسى ، فجاء عمر فدفن أمام أبى بكر بنفس الكيفية التى دفن بها أبى بكر مع رسول الله فلا ينبغى أبدا أن يكون أحد فى محاذاة النبى r فهو هو رسول الله r الذى لا يدانيه أحد من الخلق ولا من البشر ولو كان الصديق ولو كان عمر – رضوان الله على جميع أصحاب رسول الله r – فدفن أبو بكر ودفن عمر . والمسجد النبوى وسع أكثر من مرة فى عهد عثمان – رضى الله عنه – من الجهة المقابلة يعنى لو تخيلنا أن الحجرات النبوية الشريفة فى هذا الجانب ظلت الحجرات على هيئتها وكانت التوسعة من الجانب الآخر ، وسع المسجد هكذا وظل الآمر كذلك إلى سنة ستة وثمانين من الهجرة فجاء عبد الملك بن مروان للحج فلما حج وأتى المدينة للصلاة فى مسجد رسول الله r وللسلام عليه ، ارتقى المنبر ليخطب فوجد الناس قد انشغلوا عنه وتعلقت أبصارهم بحجرات النبى ، فلما نزل عبد الملك أصدر أمر فى هذا اليوم أن يوسع المسجد من جهة الحجرات وأن تدخل حجرات النبى r فى المسجد . من هذا اليوم فقط دخلت حجرات النبى بما فيها حجرة عائشة وفيها النبى r وأبو بكر وعمر ، دخلت إلى مسجد رسول الله r وكنا نتمنى فى التوسعة الأخيرة فى المسجد النبوى أن يرجع الأمر إلى أصله لكن العلماء هنالك ، وهم أهل فضل لا نظن بهم إلا كل خير ، لم يتمكنوا من ذلك من باب الموازنة بين المصالح والمفاسد وهذا أمر شرعى ، لاينبغى أن يقدح فيه أحد فإن النبى r لم يستطيع أن يرد البيت على قواعد إبراهيم مع قدرته على فعل ذلك كما قال ابن القيم. قال – رحمه الله : إن النبى r قد شرع لأمته إيجاب إنكار المنكر ، ليحصل من المعرف ما يحبه الله ورسوله ، فإن كان إنكار المنكر ، ليحصل من المعروف ما يحبه الله ورسوله ، فإن كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر من المنكر فهو أمر بمنكر وسعى فى معصية الله ورسوله ، ولقد كان النبى r يرى بمكة أكبر المكرات ، ولا يستطيع تغييرها بل لما فتح الله عليه مكة ، وصارت مكة دار إسلام وعزم النبى r على هدم البيت الحرام، ورده على قواعد إبراهيم لم يفعل النبى ذلك مع قدرته على فعل ذلك ، لأن قريشاً كانت حديثة عهد بكفر ، وقريبة عهد بإسلام. المسألة : مسائل الموازنة بين المصالح والمفاسد ، لا ينبغى لطالب علم متحمس أو متهور أن يتهم أهل العلم وأهل الفضل من العلماء الأجلاء بالجبن أو إلى آخر هذه التهم العريضة . فإذن قبر رسول الله فى المسجد هذا أمر خاص برسول الله فضلا عن أن النبى قد تضرع إلى ربه جل وعلا ألا يصير قبره يوماً من الأيام وثناً يعبد فقال : ((اللهم لا تجعل قبرى وثنا يعبد من بعدى)) ( ) . فأنت تذهب إلى هنالك لا تتمكن من أن تمد يدك على جدار الحجرة النبوية ، منكم من سافر فلم يقدر أن يمد يده ، بل إذا اتجهت إلى حجرة النبى لتدعو ربك قال لك أحد إخوانك هنالك : وجه وجهك إلى القبلة وادع ربك جل وعلا اسأل الله تبارك وتعالى. فاستجاب الله دعاء نبيه ، فلا ينبغى أن يحتج بقبر النبى لجواز أن يدفن كل ولى فى مسجد من مساجد المسلمين ، بل يجب أن يدفن كل ميت فى مقابر المسلمين كما دفن أصحاب سيد المرسلين ، أما قبر النبى فهذا أمر خاص به r إذا لا يجوز الدفن إلا فى مقابر المسلمين كما ذكرت ، للمسلم و للصالح و للعالم . أيضا : لا بأس أن يدفن فى القبر أكثر من واحد عند الضرورة ، كما فعل النبى r فى الشهداء يوم أحد ، كان يدفن فى القبر اثنين وثلاثة ، ويقدم أكثرهم قرآنا كما فى الحديث الذى رواه البخارى و غيره عن جابر بن عبد الله قال : كان النبى r يجمع بين الرجلين والثلاثة من قتلى أحد فى ثوب واحد .
ـــــــــــــــــ
( ) أخرجه الترمذى فى الجنائز (3 / 1018) عن عائشة , وقال أبو عيسى : حديث غريب , وابن ماجه فى الجنائز , باب ذكر وفاته ودفنه r (1 / 1628) عن ابن عباس بنحوه . ( ) أخرجه البخارى فى فضائل الصحابة . باب قوله r : لو كنت متخذاً خليلاً ( 7/ 3662) , ومسلم فى فضائل الصحابة , باب فضل أبو بكر الصديق ( 4 / 2384 ) . ( ) أخرجه البخارى فى المرضى , باب ما رخص اللمريض أن يقول : وارأساه ( 10 / 5666 ) , وابن ماجه فى الجنائز, باب ما جاء فى غسل الرجل امرأته وغسل المرأة زوجها ( 1 / 1465 ) . ( ) أخرجه مالك فى الموطأ فى قصر الصلاة فى السفر , باب جامع الصلاة ( 172 / 85 ) , وأحمد فى مسنده (2/246) , وعبد الرزاق فى مصنفه (2/1587) . | |
| | | ahmed fawzy المراقبه العامه
عدد الرسائل : 1684 العمر : 47 رقم العضويه : 369 دعاء : اعلام بلدك : الهوايه : الوظيفه : نقاط : 1909 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 22/06/2009
| موضوع: رد: كل نفس ذائقة الموت السبت أغسطس 01, 2009 9:42 pm | |
| فيسأل : أيهم أكثر أخذا للقرآن فإذا أشير إلى أحدهما قدمه فى اللحد قبل صاحبه وقال r : ((أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة)) ( ) وأمر بدفنهم فى دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم . قال جابر : فدفن أبى وعمى يومئذ فى قبر واحد ، فلا حرج أن يدفن فى القبر اثنان وثلاثة وهذا فعل النبى r . وفى الحديث الجميل الذى رواه أحمد فى مسنده بسند حسنه الحافظ ابن حجر عن أبى قتادة قال : أتى عمرو بن الجموح – رضى الله عنه – إلى رسول الله r فقال : يا رسول الله أرأيت إن قاتلت فى سبيل الله حتى أقتل أمشى برجلى هذه صحيحه فى الجنة ؟ - وكان أعرج – فقال r (( نعم )) ( ) فقُتل يوم أحد . فليس فى الجنة خلل ولا نقص ولا عيب ، دار كمال ليست دار نقصان ، أعرج يتأذى بعرجته فى الدنيا ، لن يتأذى بها فى الجنة ، فأمر رسول الله r بهما وبمولاهما فجعلوا – الثلاثة – قبر واحد . من الذى ينزل الميت إلى قبره ؟ : أيضا : يتولى إنزال الميت إلى قبره ولو كان أنثى الرجال دون النساء ، وهذا متعارف عليه معمول به ولله الحمد ، يعنى لا يجوز للنساء أن ينزلن الميت إلى القبر ، ولو كان المتوفى أنثى ، بل ينزل الميت إلى القبر الرجال دون النساء ، هذا هو المعهود على عهد النبى r ، وجوب العمل به إلى يومنا هذا ، وأولياء الميت أحق بإنزاله إلى القبر لعموم قول الله تعالى: { وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ} (75) سورة الأنفال . هذا دليل عام إلا ما دل عليه الدليل بالتخصيص ، فقد ذكرت أنه لم يثبت دليل على أنه يجب أن يصلى على الميت أقرب الناس إليه ، فهذه الآية آية عامة ما لم يأت دليل خاص فى أى مسألة من المسائل. فثبت فى هذا الباب – إنزال الميت فى قبره من خلال أوليائه ما رواه الحاكم فى المستدرك والبيهقى بسند صحيح وله شاهد أيضا من حديث ابن عباس – رضى الله عنهما – أن علياً – رضى الله عنه – قال : غسلت رسول الله فذهبت أنظر ما يكون من للميت فلم أر شيئا ، وكان رسول الله r طيبا حيا وميتا ، وولى دفنه وإجنانه – أى إدخاله إلى القبر – من الجنة أى الوقاية – دون الناس أربعة : على ، والعباس والفضل ، وصالح مولى رسول الله – رضى الله عنهم أجمعين – ولعلكم لم تسمعوا عن صالح – قد شرف بإنزال النبى r إلى قبره ولحدوا رسول الله r لحدا عليه اللبن( ) – يعنى الطوب أيضا : من المسائل المتعلقة بهذا الباب : يجوز للزوج أن ينزل زوجته إلى القبر ، لحديث عائشة – رضى الله عنها : رواه أحمد بسند صحيح وغيره ، وقد رواه البخارى أيضا – قالت : دخل على رسول الله r فى اليوم الذى بدئ فيه بالمرض – مرض الموت – فقلت : وارأساه ، كانت تشكو من صداع فى رأسها – فقال لها النبى r – انظر إلى الدعابة الجميلة من النبى r : (( وددت أن ذلك كان و أنا حى فهيأتك ودفنتك )) كانت عائشةلم تبلغ العشرين فى ريعان الشباب ، والنبى r ثلاثا وستون سنة – فقالت : فقلت غيرة – دبت الغيرة فى قلب عائشة فى هذه اللحظات : كأنى بك فى ذلك اليوم عروساً ببعض نسائك – تدفننى وتنام مع زوجة أخرى من نسائك – قال r : (( بل أنا وارأساه يا عائشة )) وتقوم للحبيب r فيقول لها : (( ادعو لى أباك وأخاك حتى أكتب لأبى بكر كتابا فإنى أخاف أن يقول قائل ويتمنى متمنى يقول أنا أولى – أى بالخلافة من أبى بكر – ويأبى الله عزو وجل والمؤمنون إلا أبا بكر ))( ) هذه حديث من أعظم وأنصع الأدلة حتى أن النبى r – قد قدم أبا بكر للخلافة من بعده. الحديث رواه البخارى ومسلم ورواه الإمام أحمد وغيرهم . وفى إشارة أخرى جميلة فى حديث الصحيحين من حديث أبى سعيد الخدرى : لما ارتقى النبى r المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال : (( إن عبدا من عباد الله خيره الله بين إن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عند الله فاختار ما عند الله )) ( ) فقام الصديق – رضى الله عنه – فى المسجد يبكى ويقول للنبى r وهو على المنبر : فديناك بآبائنا وأمهاتنا وأرواحنا يا رسول الله . فصج الناس فى المسجد من قول أبى بكر ، وقالوا : عجبا لهذا الشيخ ، رسول الله يتحدث عن عبد مخير بين الدنيا والأخرة فأختار الآخرة . ولكن الصديق كان أفهم الصحابة لكلام النبى r فلتعلم أن العبد المخير هو المصطفى r قال النبى r : (( على رسالك يا أبا بكر )) يعنى انتظر قليلا ، ثم قال النبى r : (( أيها الناس ما منكم من أحد إلا وكان له عندنا يد كافأناه لها إلا الصديق فإنا لم نستطيع مكافأته )) . وفى لفظ : (( فإنا قد تركنا مكافأته لله عز وجل ، وما نفعنى مال أحد قط مثل ما نفعنى مال أبى بكر ، ولو كنت متخذا من العباد خليلا لا تخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة وصحبة وانظروا إلى الأبواب التى تطل على المسجد فسدوها من اليوم إلا باب أبى بكر )) . وكأنها إشارة أقرب إلى أن هذا الباب سيظل مفتوحا ليخرج منه خليفة رسول اللهr من بعده ، ليصلى بالمسلمين فى كل صلاة ، والشاهد من الحديث : بيان جواز أن يدخل الرجل زوجته القبر كما قال النبى r : (( وددت أن ذلك كان وأنا حى فهيأتك ودفنتك )) ( ) من السنة : إدخال الميت إلى القبر من مؤخرته القبر وليس من مقدمته ، لحديث أبى إسحاق قال : أوصى الحارث أن يصلى عليه عبد الله بن يزيد فصلى عليه ، ثم أدخلته القبر من قبل رجل القبر وقال : سنة ( ). وقال البيهقى : إسناده صحيح ، وكذا قال الشيخ الألبانى – رحمه الله . عن ابن سيرين قال : كنت مع أنس – رضى الله عنه – فى جنازة فأمر بالميت فسل من قبل رجل القبر ( ) ، وأخرجه أحمد وابن أبى شيبة وسنده صحيح . أيضا من السنة : أن يضجع الميت فى قبره على جنبه الأيمن ووجه تجاه القبلة ، وعلى هذا جرى العمل من عهد النبى r إلى يومنا هذا ، ولله الحمد ، ويقول الذى يضع الميت فى اللحد : (( بسم الله ، وعلى سنة رسول الله – أو – وعلى ملة رسول الله )) . فاللفظتان ثابتتان عن النبى r ، والدليل على ذلك حديث ابن عمر – رضى الله عنهما – أن النبى r كان إذا وضع الميت فى القبر قال : (( إذا وضعتم موتاكم فى القبور فقولوا : بسم الله ، وعلى سنة رسول الله )) وفى رواية : (( بسم الله وعلى ملة رسول الله)) ( ) أخرجه أبو داود الترمذى ، وابن ماجه والبيهقى وغيرهم بسند حسن ، وأخرجه الحاكم فى مستدركه وقال : صحيح على شرط الشيخين . ويستحب لمن عند القبر ، أو لمن وضع الميت فى القبر أن يحثو من التراب ثلاث حثوات بيديه جميعا بعد الفراغ من سد اللحد ، لحديث أبى هريرة : (( أن رسول الله r صلى على جنازة ثم أتى الميت فحثا عليه ثلاث حصوات من التراب من قبل رأسه))( ) الحديث أخرجه ابن ماجه وهو حديث صحيح بشواهده كما قال الشيخ الألبانى – رحمه الله . ويسن أيضا : بعد الفراغ من الدفن أن يرفع القبر عن الأرض قليلا نحو شبر ، فنحن نبالغ الآن فى رفع المقابر ، وإن كان لعلة أن الأرض طينية وزراعية ، وإن عمقنا خرج الماء فنضطر إلى أن يكون الميت على سطح الأرض بقليل ، شبه يعلو البناء من أعلى ، فأرجو الله إن فعلنا ذلك ألا يكون على من يفعل ذلك إثم أو وزر ، لكن إن كانت الأرض صخرية أو رملية كما بينت فمن السنة ألا يرفع القبر فوق الأرض إلا بمقدار شبر ، وليس من السنة المبالغة فى تعلية المقابر . ولا يسوى القبر بالأرض – فليس من السنة: أن نسوى المقابر بالأرض- كما يفهم بعض إخواننا من طلبة العلم، وإلا لصار القبر ممتهناً امتهان الأرض فحتى لا يمتهن ، وليكون مميزاً لا يسوى بالأرض . فهذا الحديث يقيد حديث على- رضى الله عنه: (( وألا تجد قبراً إلا سويته )) ( ). حتى لا يستدل طالب بالدليل فى غير موضعه ، فلا بد من الجمع بين الأدلة ، فإن تعذر الجمع ترجح الدليل ، فلا تعارض أبداً بين كلام النبى r . وإنما لا بد من حمل المطلق على المقيد إذا اتفقا فى الحكم والسبب ، هذه قاعدة من قواعد الأصول المتفق عليها، فكما فى الحديث الذى رواه ابن حبان فى صحيحه ، والبيهقى فى سننه بسند حسن من حديث جابر بن عبد الله – رضى الله عنه : ((أن النبى r ألحد له لحد ونصب عليه اللن نصباً ورفع قبره من الأرض نحوا من شبر)) ( ) . وله شاهد من حديث صالح بن أبى صالح قال : ((رأيت قبر رسول الله r شبراً أو نحوه شبراً)) أى : فوق الأرض . أيضا من السنن : فى هذا أن يجعل القبر مسنماً – أى : كظهر البعير – كما فى حديث النبى r الذى رواه مسلم : (( رؤوسهن كأسنة البخت المائلة )) ( ) . البخت : نوع من أنواع الجمال الخراسانية التى كانت من أغلى ما يمتلك العربى فى زمن الجزيرة ، فالسنام : هو ما يرتفع كالهرم فوق ظهر الجمل وهذا وارد فإنه يوضع بهذه الهيئة فى القبر فيصبح القبر مسنماً. ولا يعارض ذلك ما روى القاسم قال : دخلت على عائشة فقلت : يا أمة ، اكشفى لى عن قبر النبى r وصحابيه – رضى الله عنهما – فكشفت لى عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لا طئة مبطوطة بطحاء العرض الحمراء . قال الشيخ – رحمه الله تعالى : هذا أصح من حديث سفيان التمار وعليه ابن التركمانى وقال : هذا خلاف اصطلاح أهل هذا الشأن بل حديث التمار أصح ، لأنه مخرج فى صحيح البخارى ، وحديث القاسم لم يخرج شئ منه فى الصحيح . أيضا : لا بأس أن يعلم أهل الميت القبر بعلامة بحجر أو بأى علامة من العلامات دون مغالاة وتكلف لحديث المطلب بن أبى وداعة – رضى الله عنه – قال : لما مات
ـــــــــــــــــــ
( ) أخرجه البخارى فى الجنائز , باب اللحد والشق فى القبر ( 3/ 1353 ) , وفى المغازى , باب من قتل من المسلمين يوم أحد (7 / 4079) , والترمذى فى الجنائز , باب ما جاء فى ترك الصلاة على الشهيد ( 3/ 1036 ) , وابن ماجه فى الجنائز , باب ما جاء فى الصلاة على الشهداء ودفنهم ( 1 / 1345 ) , وأبو داود فى الجنائز , باب فى الشهيد يغسل (3/3138 , 3139 ) . ( ) أخرجه أحمد فى مسند ( 5 / 299 ) ( ) أخرجة الحاكم فى المستدرك ( 1 / 362 ) , والبيهقى فى دلائل النبوة , باب ما جاء فى دفن رسول الله r ( 7 / ص253) وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجا منه غير اللحد . وقال الذهبى : فيه انقطاع . ( ) أخرجه البخارى فى كتاب المرضى , باب ما رخص للمريض ( 10 / 5666 ) , ومسلم فى كتاب فضائل الصحابة , باب من فضائل أبى بكر الصديق ( 4 / 2387 ) , أحمد فى مسنده ( 6 / 144 ) . ( ) أخرجه البخارى فى كتاب مناقب الأنصار , باب هجرة النبى r وأصحابه إلى المدينة ( 7 / 3904 ) , ومسلم فى كتاب فضائل الصحابة , باب من فضائل أبى بكر الصديق (4 / 2382 ) , والترمذى فى كتاب المناقب , باب مناقب أبى بكر (5 / 3660 ) . ( ) تقدم تخريجه . ( ) أخرجه البيهقى فى السنن الكبرى ( 4/ 54 ) , وقال : هذا إسناد صحيح . ( ) أخرجه أحمد ( 1 / 429 ) . ( ) أخرجه أحمد فى مسند ( 2/ 27 ) , والحاكم فى المستدرك ( 1 / 366 ) , والبيهفى فى السنن الكبرى ( 4/ 55 ) , وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه , وقال الذهبى : على شرطهما وقد زقفه شعبة , وصححه الألبانى فى صحيح الجامع ( 1 / 832 ) . ( ) أخرجه ابن ماجه فى كتاب الجنائز , باب ما جاء فى حثو التراب فى القبر ( 1 / 1565 ) , وصححه الألبانى فى صحيح ابن ماجه ( 1271 ) , وانظر : الإرواء ( 751 ) . ( ) أخرجه مسلم فى الجنائز , باب الأمر بتسوية القبر (2/969) , وأبو داود فى الجنائز , باب فى تسوية القبر (3/3291) , والترمذى فى الجنائز , باب ما جاء فى تسوية القبر ( 3 / 1049 ) . ( ) أخرجه ابن حبان فى صحيحه ( 8 / 218 إحسان ) , والبيهقى فى سننه كتاب الجنائز , باب لا يزاد فى القبر على أكثر من ترابه لئلا يرتفع جداً ( 3 / 411 ) . ( ) أخرجه مسلم فى كتاب اللباس والزينة , باب النساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات ( 3 / 2128 ) , وأحمد فى مسنده ( 2 / 223 , 356 ) . | |
| | | ahmed fawzy المراقبه العامه
عدد الرسائل : 1684 العمر : 47 رقم العضويه : 369 دعاء : اعلام بلدك : الهوايه : الوظيفه : نقاط : 1909 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 22/06/2009
| موضوع: رد: كل نفس ذائقة الموت السبت أغسطس 01, 2009 9:42 pm | |
| عثمان بن مظعون – رضى الله عنه – وهو أول من لقب بالسلف الصالح وهو ممن شهدوا بدراً والنبى r يقول : (( لعل الله قد اطلع إلى أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم )) ( ) . والرواية ضعيفة – من باب الأمانة – ذهب إليه النبى r فقبله بين عينيه ثم بكى حتى سالت دموع النبى r على خدى عثمان ابن مظعون ، لما مات عثمان خرجت جنازته فدفن ، فلما دفن أمر النبى رجلا أن يأتيه بحجر فلم يستطيع الرجل حمله ، يقول راوى الحديث : فقام إليها رسول الله وحسر عن ذراعيه – شمر – قال المطلب : قال الذى يخبرنى عن رسول الله : كأنى أنظر إلى بياض ذراعى رسول الله r حين حسر عنهما ، ثم حمل الحجر فوضعه عند رأى عثمان بن مظعون . الشاهد : وضع النبى r الحجر وقال : (( أتعلم بها قبر أخى ، وأدفن إليه من مات من أهله )) وفى لفظ : (( أتعلم بها قبر أخى ، وأدفن بها من مات من أهلى )) ( ) . وهذا هو اللفظ الصحيح: فلا بأس أن يعلم القبر – وقد يسأل سائل ويقول: ما قولك إن علم القبر بكتابة الاسم عليه ؟ أرى أنها علامة ولا بأس بذلك فالأعداد الآن فى القبور قد تكاثرت على خلاف ما كان عليه الأمر قبل ذلك ، فالأصل أن رسول الله r فعل ، قد تختلف الوسيلة فى التعليم من زمان لآخر – فلا يقال عن الوسائل الحديثة كمكبرات الصوت إنها بدعة ، لأن النبى لم يتكلم فيها ، لا هذه وسيلة دعوة ، المنهج الدعوى توقيفى ، والوسائل مختلفة باختلاف الزمان والمكان ، هذه مسألة مهمة ، فأنا أقول ما قاله النبى r لكن وسيلة القول التى أنقل بها القول للناس قد تختلف ، فى شريط ، فى كتاب . النبى r كان يصلى ولم يكن فوق رأسه مروحة ، ولم يكن هناك مصابيح كهربائية فهل هذه بدع ؟ لا أبداً . وإنما أقول : هذه وسائل ، فلا بأس إن كتب اسم الميت على القبر لكن دون مغالاة ، فلا يقال مثلا : قبر العالم الربانى والحبر الهمام . ولكن يقال: قبر فلان: حتى إذا ذهب إليه أهله عرفوا قبره ، ثم يدفنوا إلى جواره أهله. والحديث الذى ذكره رواه أبو داود والبيهقى بسند حسن كما قال الحافظ وذكر الشيخ الألبانى له شاهدين . تلقين الميت: أيضا من السنن : ألا يلقن الميت التلقين المعروف بعد الموت ، هذا من البدع التى لم تثبت عن النبى r ، أى يذهب إلى الميت فى قبره بعد الموت ويقال له : اعلم بأنك مت ، وسيأتيك ملكان الخ. فالتلقين الذى بان فى قول النبى r : ((لقنوا موتاكم لا إله إلا الله)) ( ) المراد به أن يلقت الميت كلمة التوحيد على فراش الموت ليختم له بكلمة التوحيد ، فمن كان أخر كلامه : لا إله إلا الله دخل الجنة . ومن السنة : أن نقف عند قبر الميت وأن نستغفر له ، وأن ندعو الله له بالتثبت ، كان النبى r إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال : (( استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل )) ( ) . أما : فقفوا عند قبرى بمقدار ما يذبح جذور ويوزع لحمه ، فليس من كلام النبى r ، بل هو من كلام عمرو بن العاص ، ولا شك أن فى كلام الصحابى ، إن لم يثبت دليل فكلام النبى r مقدم ، لكن ليس بالضرورة أن تلزم الناس بأن يقفوا ساعة أو غير ذلك ونشق على الناس إذا كان اليوم حاراً ، أو فى يوم شديد البرد ونقول : لا بد من الوقوف ساعة أو أقل أو أكثر وإنما مقدار ما يثبت به القيام ، خمس دقائق ، عشر ، وانصرفوا فقد أجزؤوا . ويدعو الناس للميت كل فى نفسه : اللهم اغفر له وارحمه ، اللهم ثبته عند السؤال. وأنا أتالم كثيراً حينما أشهد جنازة من جنائز المسلمين فأرى ضجيجاً وصوتاً مرتفعاً عند القبر ، هذا يصيح وهذا يقول : هات الطين ، الطوب ... هذا مكان سكينة ووقار ، والنبى r يأمر بالصمت فى هذا المقام ، لابد من الخشوع فمن لم يكن له مصلحة فى الوقوف بجانب القبر ، يفسح لمن يقوم بالبناء ولمن يتولى دفن الميت . أيضا : لابأس إن جلس أحد الإخوة الحضور على حافة قبر الميت وهم يجهزونه ويعدونه وأن يذكر الحضور بحديث البراء بن عازب ، قال البراء بن عازب : خرجنا مع النبى r فى جنازة رجل من الأنصار ، فأنتهينا إلى القبر ولما يلحد – أى لم يدفن – فجلس رسول الله مستقبل القبلة – وهى زيادة صحيحة – وجلسنا حوله ، وكأن على رؤوسنا الطير ، وفى يده عود ينكت فى الأرض فجعل ينظر إلى السماء وينظر إلى الأرض، وجعل يرفع بصره ويخفضه ثلاثا ثم قال: (( استعيذوا بالله من عذاب القبر ، استعيذوا بالله من عذاب القبر )) . قالها: مرتين أو ثلاثا. ثم قال r (( اللهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر – ثم قال :- إن العبد المؤمن إذا كان فى انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه ، كأنه وجوههم الشمس – المحتضر فى هذه اللحظات هو الذى يرى الملائكة – معهم كفن من أكفان الجنة ومعهم حنوط من حنوط الجنة ، حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة – وفى رواية – أيتها النفس المطمئنة – اخرجى إلى مغفرة من الله ورضوان فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من فى السقاء – أى سهلة – فيأخذها – أى ملك الموت )) وفى رواية : ((حتى إذا خرجت روحه صلى عليه ملك بين السماء والأرض ، وكل ملك فى السماء ، وفتحت له أبواب السماء ، ليس من أهل باب من أبواب السماء إلا ويدعون الله أن يعرج بروحه من قبلهم ، فإذا أخدها لم يدعوها فى يده طرفة عين حتى يأخذها ، فيجعلوها فى ذلك الكفن ، وفى ذلك الحنوط فذلك قوله تعالى : { تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ} (61) سورة الأنعام ويخرج منها كأطيب نفخة مسك وجدت على ظهر الأرض ، فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الطيب ؟ فيقولون : فلان ابن فلان بأحسن أسمائه التى كانوا يسمونه بها فى الدنيا ، حتى إذا ما انتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستحقون بها – يطلبون فتح أبواب السماء – فيفتح لهم ، فيشيعة من كل سماء مقربوها إلى السماء التى تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابقة فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتاب عبدى فى عليين {وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَّرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ } (21) سورة المطففين فيكتب كتابه فى عليين ثم يقال : أعيدوه إلى الأرض فمنها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم مرة أخرى فترجع روحه فى جسده )) قال r : (( فإنه يسمع خفقة نعال أصحابه فيأتيه ملكان شديد الانتهار فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربى الله . فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : دينى الإسلام ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذى بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله r فيقولان له : ما عملك ؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمن به وصدقت)) ويقول النبى r فى رواية : (( وهى آخر فتنة تعرض على المؤمن )) فتنة السؤال فى القبر (( فذلك حين يقول الله عز وجل : {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء} (27) سورة إبراهيم.
ــــــــــــــــــــــــ
( ) أخرجه البخارى فى كتاب الجهاد والسير, باب الجاسوس ( 6 / 3007 ) , ومسلم فى كتاب فضائل الصحابة , باب من فضائل أهل بدر ( 4 / 2494 ) . ( ) أخرجه أبو داود فى الجنائز – باب فى جمع الموتى فى قبر والقبر يعلم ( 3 / 3206 ) , والبيهقى فى السنن الكبرى فى كتاب الجنائز , باب إعلام القبر بصخرة أو علامة ( 3 / 412 ) وإسناده حسن . ( ) أخرجه مسلم فى كتاب الجنائز , باب تلقين الموتى : لا إله إلا الله (2/916) , وأبو داود فى كتاب الجنائز , باب فى التلقين (3/3116) , والترمذى فى كتاب الجنائز , باب ما جاء فى تلقين المريض عند الموت , والدعاء له عنده (3/976). ( ) أخرجه أبو داود فى كتاب الجنائز , باب الاستغفار عند القبر للميت ( 3 / 3221 ) والحاكم فى المستدرك ( 1 / 370 ) , وقال : صحيح , ووافقة الذهبى , وصححة الألبانى فى صحيح سنن أبى داود ( 2758 ) . | |
| | | ahmed fawzy المراقبه العامه
عدد الرسائل : 1684 العمر : 47 رقم العضويه : 369 دعاء : اعلام بلدك : الهوايه : الوظيفه : نقاط : 1909 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 22/06/2009
| موضوع: رد: كل نفس ذائقة الموت السبت أغسطس 01, 2009 9:44 pm | |
| فالثبات فيه وقتان : الوقت الأول : على فراش الموت ، والوقت الثانى : حين الخروج من القبور . وأنا أقول : لاحرج على الإطلاق فى الجميع بينهما ليثبت الله المؤمن عند الموت ويثبته عند الخروج من القبر . فمن ثبت فى الأولى إلا ليكون أهلا للتثبيت فى الثانية (( فينادى مناد من السماء : ويقول : صدق عبدى فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له باباً إلى الجنة )) .
رغم أنف العلمانيين المكذبين ، فالمشكلة أن العلمانيين والعقلانيين يناقشون قضية القبر فى عذابه ونعيمة بالدليل العقلى الحسى المادى ، ومن الظلم خلط قانون الحس فى قانون الغيب فإنك لا تعرف كنهه ولا حقيقته .
هناك مجموعة أحضروا أجهزة للتصنت وللتصوير على أعلى مستوى ووضعوها فى المقابر حتى يصوروا عذاب القبر والملكين فكلما وضعوا جهازاً احترق .
إنه غيب {وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (100) سورة المؤمنون يقول ابن القيم : وسر المسألة أن نور القبر وناره وسعة القبر وضيقه ، ليست من جنس نور ونار وسعة وضيق ما يعرف الناس فى الدنيا ، فالإنسان لا يستوعب بعقله إلا المحسوس المرئى يقول r : (( فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له فى قبره مد البصر ، ويأتيه فى قبره رجل حسن الوجه ، حسن الثياب طيب الريح فيقول : أبشر بالذى يسرك – أبشر برضوان من الله وجنات فيها نعيم مقيم – هذه الزيادة صحيحة – هذا يومك الذى كنت توعد فيقول صاحب القبر : وأنت بشرك الله بخير ، من أنت ؟ فوجهك الوجه الذى يجئ بالخير فيقول : أنا عملك الصالح ، فوالله ما علمتك إلا كنت سريعا فى طاعة الله بطيئاً فى معصية الله ، فجزاك الله خيرا ً)) العمل يكلم صاحبه ويؤنسه ، زوجتك التى كانت تقول : يا سبعى ويا جملى لا تستطيع أن تبيت معك ليله فى القبر ، فالذى يؤنسك هو العمل فسيكلمك ويؤنسك (( ثم يفتح له باب من الجنة وباب من النار فيقال له : هذا منزلك لو عصيت الله ، أبدلك الله به هذا ويشير إلى باب الجنة ، فإذا رأى ما فى الجنة قال : رب عجل قيام الساعة )) وفى لفظ : (( رب أقم الساعة – رب أقم الساعة كيما أرجع إلى أهلى ومالى فيقال له : اسكن فيسكن إلى يأذن الله عز وجل فى إخراج أهل الأرض من باطنها )) .
قال (( وإن العبد الكافر )) وفى لفظ : (( الفاجر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة غلاظ شداد سود الوجوه معهم المسوح – جمع المسح : وهو ما يلبس من نسيج الشعر علي البدن تقشفا وقهرا للبدن وهو مصنوع من الليف – من النار فيجلسون منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت حتي يجلس عند رأسه فيقول : يأ أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلي سخط من الله وغضب ، فتفرق في جسده – الروح فيتنزعها كما يتنزع السفود من الصوف المبلول – والسفود نوع من أنواع الحديد شديد الصلابة – فتقطع معها العروق والعصب فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض ، وتغلق أبواب السماء ليس من أهل سماء إلا وهم يدعون الله ألا تعرج روحه من قبلهم فيأخذها فإذا أخذها – أي ملك الموت – لم يدعوها – أي الملائكة – في يده طرفة عين حتي يجعلوها في تلك المسوح ، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت علي ظهر الأرض فيصعدون بها فلا يمرن بها علي ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث فيقولون : فلان ابن فلان لأخبث أسمائه التي كانوا يسمونها بها في الدنيا ، حتي ينتهي بها إلي السماء الدنيا ، فيستفتح له فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله r قول الله تعالي : {لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ} (40) سورة الأعراف
- سم الخياط : عين الإبرة
فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتابه في سجين ثم يقال : أعيدوا عبدي إلي الأرض فإني وعدتهم أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخري ، فتطرح روحه من السماء طرحاً حتي تقع في جسده ، ثم قرأ النبي r قول الله تعالي : {وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} (31) سورة الحـج فتعاد روحه في جسده قال : فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه ويأتيه ملكان شديدا الانتهار فينتهرانه ويجلسانه ويقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري . فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري . فيقولان له : من هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري . فينادي منادي من السماء : أن كذب فافرشوا له فراشاً من النار وافتحوا له باباً إلي النار ، فيأتيه من حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتي تختلق فيه أضلاعه ، ويأتيه رجل قبيح الوجه ، قبيح الثياب ، منتن الريح فيقال : أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول : وأنت بشرك الله بالشر من أنت ؟ فيقول : أنا عملك القبيح فوالله ما علمتك إلا كنت بطيئاً عن طاعة الله سريعاً إلي معصية الله فجزاك الله شراً ، ثم يقيض له : أعمي أصم أبكم في يده مرزبة لو ضرب به جبل كان تراباً ، فيضربه بها ضربة حتي يصير بها تراباً ، ثم يعيده الله كما كان ثم يفتح له باب من النار ويمهد له من فرش النار فيقول : " رب لا تقم الساعة ، رب لا تقم الساعة" ([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط])أيضاً من المسائل التي اختم بها : يجوز أن تخرج الميت من القبر إن دفن الميت خطأ في مقابر النساء ، ثم عرفوا وسألوا فيجوز أن يخرج الميت من قبور النساء إلي قبور الرجال
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]([1]) أخرجه أحمد (4/287-288) ، وإسناده صحيح رجاله ثقات ، وصححه الألبانى فى صحيح الجامع الصغير ، ومشاكاه المصابيح (1630). | |
| | | الغريب Admin
عدد الرسائل : 2659 العمر : 34 رقم العضويه : 1 دعاء : اعلام بلدك : الهوايه : الوظيفه : نقاط : 1846 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 25/08/2007
| موضوع: رد: كل نفس ذائقة الموت السبت أغسطس 01, 2009 10:03 pm | |
| جزاك الله كل خير وجعله الله فى ميزان حساناتك | |
| | | | كل نفس ذائقة الموت | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |