بسم الله الرحمن الرحيم
{..وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ..}ص 26
{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى.. }النازعات40
***************
اتفق السالكون إلى الله على اختلاف طرقهم وتباين سلوكهم على أن النفس قاطعة بين القلب وبين الوصول إلى الرب ،وأنه لا يدخل عليه سبحانه ولا يوصل إليه إلا بعد إماتتها وتركها
بمخالفتها والظفر بها ، ،فمن ظفر بنفسه أفلح ونجح ، ومن ظفرت به نفسه خسر وهلك ، ،
ولاتباع هوى النفس علامات :
ـــ إذا التبس عليك أمران فانظر أثقلهما على النفس فاتبعه، فإنه لا يثقل عليها إلا ما كان حقا فكل ما يثقل على نفس السالك إلى طريق الله وتنفر منه فهو حق فالواجب اتباعه ، وكل ما يخف عليها فهو باطل وفيه حظها فالواجب اجتنابه ،، وهذا يختلف اختلافا كثيرا بين الناس؛ فربّ نفس تثقل عليها غير ما يثقل على الأخرى ؛فبعضها يثقل عليها الصمت ،وبعضها يثقل عليها الكلام ،وبعضها يثقل عليها الصيام ،وبعضها الفطر ،فليكن العبد على نفسه بصيرة ،ويصير معها على عكس مرادها ،فيخالفها فيما تأمره ويتهمها فيما تسحسنه ،،،،
ـــ اعرض على نفسك الموت وأنت في العمل ،فإن رضيت بالموت وهي في ذلك العمل فالعمل صحيح ،وإن لم ترض بالموت وهي في ذلك العمل فالعمل باطل فيه الهوى والحظ،
ـــ المسارعة إلى نوافل الخيرات ،والتكاسل عن القيام بالفروض الواجبات ،وهذا ميزان داخل في الأول ،إذ من شأن النفس أن يثقل عليها الواجب لمشاركة الناس لها فيه ويفعلونه فلا يظهر لها مزية على غيرها ،بخلاف النوافل فالنفس تحب أن تنفرد بها لطلب المدح والثناء والأجور ، ويجب على الإنسان أن يقدم الفرض الواجب ،ولا يقدم إلا ما هو من كماله ــ كالنوافل قبله وبعده إعانة على حضور القلب فيه ..
ـــ إن النفس الأمارة من شأنها تسويف العمل وتطويل الأمل ،،،ولما كان من شأنها التكاسل عن الطاعات قيدها الله الحق تعالى بالأوقات ووسع عليها ليبقى لها حصة الاختيار ،ولو تركت مع اختيارها ما توجهت قط إلى ربها ،،فوسع الظهر إلى العصر ،،والعصر إلى الاصفرار،والمغرب إلى العشاء ،والعشاء إلى نصف الليل ،والصبح إلى قرب الطلوع ، وهكذا ولو ضيق الوقت فكان ذلك غاية الحرج والاضطرار،وكل ذلك لئلا يمنعك التسويف من فعلها فيؤدي ذلك بك إلى تركها ،
فالحمد لله منة وسعة ورحمة.
{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ..}الحج78
ـــ ومن يجاهد نفسه فليلزم مربيا عالما أو شيخا ،فإن النفس لا تريد أن تخرج عن رأيها ومرادها أبدا ‘
فالواجب إسلامها إلى من يعينها عليها ، فالتكاليف الشرعية تجدها مخالفة لهوى النفس ،وما كفر من كفر إلا بتتبع الأهواء
********************
نفعني الله وإياكم بما تم نقله
" ونعوذ بك اللهم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا "
والحمد لله رب العالمين