[b][center][color=green]بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على سيدنا وحبيبنا محمد رسول الله .
المؤمن الحق هو الذي يحب لغيره ما يحب لنفسه ، و يكره له ما يكره لها .
و يشاركه شعوره في الضراء و السراء ...
فلا حقد و لا حسد ، و لا تباغض و لا تدابر، و لا تقاطع و لا كبر، و لا تعجرف و لا استعلاء .....
و تلك هي آية الإيمان الحق .
فإذا وجدها المرء في نفسه فهو المؤمن الحق
و من لم يجدها فهو مؤمن شكلا و وراثة فقط .
و الذي أخبر بهذا هو الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه و سلم اذ قال :
<< لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه >> رواه البخاري و مسلم
فللأيمان موازين فليزن نفسه كل مؤمن يدعى الإيمان و ليتلمح أثره و مفعوله
فإذا أحس في أعماقه انجذابا إلى غيره ، و عطفاً عليه و حباً في نفعه ، و رغبة
في مساعدته ، فهو المؤمن الحق
.
فالمؤمن الحق يرى غيره في نفسه بل يرى نفسه في غيره .
فإذا أحب لنفسه صحة و عافية ، و معرفة واسعة ، ومالا و ولداً ، و منزلة عالية
و منصباً مرموقاً ، و عيشاً هنيئاً و عمراً مديداً ، أحب مثل ذلك لغيره لأنه أخوه
في الإنسانية و أخوه في الإيمان .
وإذا كره لنفسه المرض و الشقاء ، و الفقر ، والبلاء ، و غير ذلك من المكروهات
التي يتكدر بها صفو الحياة كرهها لغيره وفاء لحق الإيمان و الأخوة .
و هكذا الإسلام دين محبة و أخوة و تعاون يقيم التكافل بين جميع أفراد المجتمع
على أساس المساواة التامة أمام خالق هذا الكون سبحانه و تعالى
<< يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا ،
إن أكرمكم عند الله أتقاكم >> سورة الحجرات الآية 14
و على هذا الأساس لا يمكن أن يكون في المجتمع ظالم و مظلوم ، أو مستغل و
مستغل ، كما لا يمكن أن يقع التنابد بين أفراد المجتمع فيتمنى كل واحد زوال الأخر ، أو فشله في الحياة ..
بل تربط بين الجميع آصرة الحب و الأخوة و الأمن .
و هناك حقيقة يجب أن نتفطن إليها و نقرأ لها حساباً و هي :
=== أن من أحب غيره أحب نفسه..........
=== و من كره غيره كره نفسه ..............
=== و أن من يهتم بغيره فبنفسه يهتم ......
لأن ضرورة الإنسان إلى غيره كضرورة غيره إليه فما يقدمه الإنسان من خيرأو شر مردود عليه . قال الله تعالى :
<< من عمل صالحاً فلنفسه و من أساء فعليها و ما ربك بظلام للعبيد >> سورة فصلت الآية 46
<< و ما تنفقوا من خير فلأنفسكم >> سورة البقرة الآية 272
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
<< إن لله أناساً ما هم بأنبياء و لا شهداء يغبطهم الأنبياء و الشهداء لمكانهم من الله يوم القيامة . قيل : من هم يا رسول الله ؟ قال : قوم تحابوا بروح من الله من غير أرحام تربطهم و لا أموال يتعاطونها و الله أنهم لنور و أنهم لعلى نور
لا يحزنون إذا حزن الناس و لا يخافون إذا خاف الناس >> رواه أبو داود
<< و الخلق كلهم عيال الله و أحبهم إليه أنفعهم على عياله >> عن انس و الطبراني
****اللهم أدم للقلوب إيمانها ، ليدوم لها أمنها و هداها ، يا من قلت :
و من يؤمن بالله يهد قلبه ****
=========== آمين يا رب العال[/b]مين ====[/center]=============[/color][strike][/strike]