| سلسلة القصص القرأنى | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الغريب Admin
عدد الرسائل : 2659 العمر : 35 رقم العضويه : 1 دعاء : اعلام بلدك : الهوايه : الوظيفه : نقاط : 1846 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 25/08/2007
| موضوع: سلسلة القصص القرأنى الأربعاء يناير 28, 2009 1:27 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]اهلا بكم رواد منتدانا الافاضل ..... أسال الله العلى القدير ان يجمعنا على خير وفى مستقر رحمتةبأذن الله تعالى سنقدم لكم .... سلسلة للقصص القرأنى ...وهى سلسلة للقصص الموجود فى القرأن الكريم اتمنى ان اوفق فى عرض الموضوع وباذن الله سيكون الموضوع .... كحكاية بشكل مبسط و سلس باذن الله ارجو الأفادة للجميع ..... وجزانا الله واياكم كل خير .....[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
| |
الغريب Admin
عدد الرسائل : 2659 العمر : 35 رقم العضويه : 1 دعاء : اعلام بلدك : الهوايه : الوظيفه : نقاط : 1846 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 25/08/2007
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرأنى الأربعاء يناير 28, 2009 1:29 am | |
| الحلقة الأولى
" آدم عليه السلام"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لقد بدأ الله جلّت حكمته خلق هذه الناس في الأرض بخلق أبي البشر (آدم عليه السلام) من طين.
قال تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [ص: 71-72].
ثم اشتق الله من آدم حواء زوجاً له بقدرته العظيمة، ثم بثَّ من الزوجين ذكورَها وإناثَها. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
ولمّا كان البشر بحسب تكوينهم عرضة للتأثر بشهوات النفس، ووساوس الشياطين، الأمر الذي قد يفضي بهم إلى الشرّ والضرّ والظلم، فيكونون مفسدين ظالمين في الأرض.
ولمّا كان الله سبحانه قد زوّدهم بالعقل الواعي، وبقدرة التمييز بين الخير والشرّ، ولكنهم بحاجة إلى تنبيه وتذكير.
ولمّا كان الله سبحانه وتعالى قضى لحكمته ورحمته بتدارك هذا النوع الإِنساني بتنبيهه على الخير والشر، وتعريفه بالحق والباطل، كما تقتضي أن تُّحبَّب إليه الفضيلة، وتُكرَّه إليه الرذيلة، وأن تهديه إلى سلوك سبيل الحق والخير والكمال، ليتم بذلك ابتلاؤه واختباره، ووضعه في ظروف الامتحان الملائمة للمنح التي وهبه الله إياها.
من أجل كلّ ذلك فقد تدارك الله سبحانه هذا النوع منذ نشأته الأولى في الأرض، بأن جعل آباه آدم رسولاً، فآتاه الهدى والحكمة، وأنزل عليه أسس شريعة الله للبشر، من عقيدة وعبادة وتعامل بين الناس.
ومنذ أخرج الله آدم وزوجه من الجنة نبَّهه على مهمة الرسالة التي سيجتبيه لها، ويأمره بتبليغها إلى ذريته. قال تعالى: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 38].
وقضى آدم في الأرض فترة استغفار وإنابة، فتاب الله عليه، ثم اجتباه بالرسالة وهداه. قال الله تعالى: {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طه: 122].
كان آدم عليه السلام رسولاً لذريته، ثم تكاثر الناس وتوزَّعوا في جهات الأرض، يبتغون الرزق والماء في مختلف بقاعها، حتى كانت منهم الشعوب والقبائل.
وبتطاول العهد نَسُوا وصايا أبيهم آدم، وضيَّعوا دينهم، ولعبت بهم الأهواء، وأضلّتهم وساوس الشياطين، ففسقوا واعتدَوْا وظلموا وكفروا بالله، فتداركهم الله بإرسال الرسل المعلِّمين، المبشرين والمنذرين، حتى لم يدعْ أمة من الأمم إلا أرسل فيها رسولاً، يدعو إلى الله، وينذر بعذابه من يكفر به ويخالف أمره.
قال الله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خلا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: 24].
وقال أيضاً: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [النحل: 36].
فهاتان الآيتان تدلاَّن على أنه ما من أمة من الأمم السابقة إلا وأرسل الله فيها رسولاً ينذرها، فلم يَدَع الله أمة منعزلة من أمم الأرض تتيه في ضلالها وغيّها، دون أن يتداركها بالتنبيه على لسان بعض رسله.
ومن هؤلاء الرسل من قص الله علينا قصصهم، وذكر لنا أسماءهم، ومنهم من لم يذكرهم ولم يقص قصصهم.
قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ} [غافر: 78].
وآدم عليه السلام هو أول الرسل عليهم السلام ودليل رسالته ما عرض في تسع سور من القرآن الكريم، وبيّن لنا في قصته أنه هو الإِنسان الأول الذي بثّ الله منه هذه السلالة من البشر على وجه هذه الأرض.
أخبر الله سبحانه وتعالى الملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة في الأرض وخليفة هنا تعني على رأس ذرية يخلف بعضها بعضا. فقال الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).
ويوحي قول الملائكة بأنه كان لديهم تجارب سابقة في الأرض, أو إلهام وبصيرة, يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق, ما يجعلهم يتوقعون أنه سيفسد في الأرض, وأنه سيسفك الدماء، ثم هم بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له, هو وحده الغاية للوجود وهو متحقق بوجودهم, يسبحون بحمد الله ويقدسون له, ويعبدونه.
هذه الحيرة والدهشة التي ثارت في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق آدم أمر جائز على الملائكة، ولا ينقص من أقدارهم شيئا، لأنهم، رغم قربهم من الله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم، لا يزيدون على كونهم عبيدا لله، لا يشتركون معه في علمه، ولا يعرفون حكمته الخافية، ولا يعلمون الغيب.
لقد خفيت على الملائكة حكمة الله تعالى, في بناء هذه الأرض وعمارتها, وفي تنمية الحياة, وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها, على يد خليفة الله في أرضه.
جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلفة ومزج التراب بالماء فصار صلصالا من حمأ مسنون.
تعفن الطين وانبعثت له رائحة وكان إبليس يمر عليه فيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟
من هذا الصلصال خلق الله تعالى آدم .. سواه بيديه سبحانه ونفخ فيه من روحه سبحانه فتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة.
فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له ما عدا إبليس الذي كان يقف مع الملائكة، ولكنه لم يكن منهم، لم يسجد فوبّخ الله سبحانه وتعالى إبليس: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ).
وبدلا من التوبة إلى الله تبارك وتعالى، ردّ إبليس بمنطق يملأه الكبر والحسد: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ).
هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) وإنزل اللعنة عليه إلى يوم الدين، فاستشاط أبليس غضبا وقرر أن يتحدى أوامر الله سبحانه وتعالى، وصمم على أن يغوي آدم وذريته، فكان الحسم من الله سبحانه وتعالى: (قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) (سورة ص)
هنا تحول الحسد إلى حقد وإلى تصميم على الانتقام في نفس إبليس: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ).
واقتضت مشيئة الله للحكمة المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب, وأن يمنحه الفرصة التي أراد.
ثم يروي القرآن الكريم قصة السر الإلهي العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري, وهو يسلمه مقاليد الخلافة: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا).
سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة.
وهي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى, لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء, والمشقة في التفاهم والتعامل, حين يحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الآخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهم ليتفاهموا بشأنه.
إن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لم يودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء.
أما الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية, لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم. ومن ثم لم توهب لهم. فلما علم الله آدم هذا السر, وعرض عليهم ما عرض لم يعرفوا الأسماء. لم يعرفوا كيف يضعون الرموز اللفظية للأشياء والشخوص، وجهروا أمام هذا العجز بتسبيح ربهم, والاعتراف بعجزهم, والإقرار بحدود علمهم, وهو ما علمهم.
ثم قام آدم بإخبارهم بأسماء الأشياء ثم كان هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك حكمة العليم الحكيم: (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) .
أراد الله تعالى أن يقول للملائكة إنه عَـلِـمَ ما أبدوه من الدهشة حين أخبرهم أنه سيخلق آدم، كما علم ما كتموه من الحيرة في فهم حكمة الله، كما علم ما أخفاه إبليس من المعصية والجحود أدرك الملائكة أن آدم هو المخلوق الذي يعرف وهذا أشرف شيء فيه، قدرته على التعلم والمعرفة كما فهموا السر في أنه سيصبح خليفة في الأرض، يتصرف فيها ويتحكم فيها بالعلم والمعرفة، معرفة بالخالق، وهذا ما يطلق عليه اسم الإيمان أو الإسلام وعلم بأسباب استعمار الأرض وتغييرها والتحكم فيها والسيادة عليها ويدخل في هذا النطاق كل العلوم المادية على الأرض.
إن نجاح الإنسان في معرفة هذين الأمرين (الخالق وعلوم الأرض) يكفل له حياة أرقى.. فكل من الأمرين مكمل للآخر.
| |
|
| |
الغريب Admin
عدد الرسائل : 2659 العمر : 35 رقم العضويه : 1 دعاء : اعلام بلدك : الهوايه : الوظيفه : نقاط : 1846 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 25/08/2007
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرأنى الأربعاء يناير 28, 2009 1:31 am | |
| اختلف المفسرون في كيفية خلق حواء ولا نعلم إن كان الله قد خلق حواء في نفس وقت خلق آدم أم بعده لكن المعلوم أن الله سبحانه وتعالى أسكنهما معا في الجنة، وسمح لهما بأن يقتربا من كل شيء وأن يستمتعا بكل شيء، ما عدا شجرة واحدة. فأطاع آدم وحواء أمر ربهما بالابتعاد عنها.
غير أن آدم إنسان، والإنسان ينسى، وعزمه ضعيف واستغل إبليس إنسانية آدم وتكوينه النفسي.. وراح يوسوس إليه: (هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى)، وأقسم إبليس لآدم أنه صادق في نصحه لهم، ولم يكن آدم عليه السلام بفطرته السليمة يظن أن هنالك من يقسم بالله كذبا، فضعف عزمه ونسي وأكل من الشجرة هو وحواء.
وهنا يجب أن نشير إلى أنه ليس صحيحا ما تذكره صحف اليهود من إغواء حواء لآدم وتحميلها مسئولية الأكل. فنص القرآن لا يذكر حواء إنما يذكر آدم كمسئول عما حدث عليه الصلاة والسلام. وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ آدم. أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء، وأخطأ آدم بسبب الفضول.
ولم يكد آدم ينتهي من الأكل حتى اكتشف أنه أصبح عار، وأن زوجته عارية. وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر لكي يغطي كل واحد منهما جسده. ولم تكن لآدم تجارب سابقة في العصيان، فلم يعرف كيف يتوب، فألهمه الله سبحانه وتعالى عبارات التوبة (قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (23 سورة الأعرف).
كان العقاب من الله سبحانه وتعالى على مخالفة آدم لما نهاه سبحانه وتعالى عنه أن هبط آدم وحواء إلى الأرض، وأخبرهما الله أن الأرض هي مكانهما يعيشان فيهما، ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث.
وهنا أيضا نشير إلى أن تصور البعض بأن خطيئة آدم هي التي أخرجت البشر من الجنة ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم ننعم بخيراتها.
هذا التصور غير منطقي لأن الله تعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" ولم يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة، وبالتالي لم يكن هبوط آدم إلى الأرض هبوط إهانة، لقد كان الله تعالى يعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة. ويهبطان إلى الأرض. أما تجربة السكن في الجنة فكانت ركنا من أركان الخلافة في الأرض. ليعلم آدم وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان.
وفي موت آدم عليه السلام يروي الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال ستين سنة، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد، فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطىء آدم فخطئت ذريته".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
| |
الغريب Admin
عدد الرسائل : 2659 العمر : 35 رقم العضويه : 1 دعاء : اعلام بلدك : الهوايه : الوظيفه : نقاط : 1846 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 25/08/2007
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرأنى الأربعاء يناير 28, 2009 1:32 am | |
| الحلقة الثانية
" إدريس عليه السلام "
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هو أحد الرسل الكرام الذين أخبر الله تعالى عنهم في كتابة العزيز، وذكره في بضعة مواطن من سور القرآن، وهو ممن يجب الإيمان بهم تفصيلاً أي يجب اعتقاد نبوته ورسالته على سبيل القطع والجزم لأن القرآن قد ذكره باسمه وحدث عن شخصه فوصفه بالنبوة.
ينتهي نسب إدريس عليه السلام إلى شيث بن آدم عليه السلام واسمه عند العبرانيين (خنوخ) وفي الترجمة العربية (أخنوخ) من أجداد نوح عليه السلام.
وسيدنا إدريس هو أول أنبياء بني آدم بعد (آدم) و (شيث) عليهما السلام، وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم عليه السلام 308 سنوات لأن آدم عمر طويلاً زهاء 1000 "ألف سنة".
أختلف العلماء في مولده ونشأته، فقال بعضهم إن إدريس ولد ببابل، وقال آخرون إنه ولد بمصر، وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم، ولما كبر آتاه الله النبوة فنهي المفسدين عن مخالفتهم شريعة (آدم) و (شيث) فأطاعه نفر قليل، فلما وجد القسوة والنفور من قومه قرر الرحيل عنهم وأمر من أطاعه منهم بمصاحبته فرفضوا متعللين بإرتباطهم بموطنهم، قبل أن يقنعهم إدريس عليه السلام بأن الرزق بيد الله أينما حلوا ونزلوا.
خرج إدريس بصحبة قومه حتى وصلوا إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله، وأقام ومن معه بمصر يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق.
كانت لسيدنا إدريس مواعظ وآداب فقد دعا إلى دين الله، وإلى عبادة الخالق جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة، بالعمل الصالح في الدنيا، كما حض على الزهد وأمر بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة، وحرم المسكر من المشروبات وقيل إنه كان في زمانه 72 لساناً يتكلم الناس بها وقد علمه الله تعالى منطقهم جميعاً ليعلم كل فرقة منهم بلسانهم.
وسيدنا إدريس عليه السلام أول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد التمدين، فبنت كل فرقة من الأمم مدناً في أرضها وأنشئت في زمانه 188 مدينة وقد اشتهر بالحكمة فمن أقواله (خير الدنيا حسرة، وشرها ندم) و(السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه أعماله الصالحة) و(الصبر مع الإيمان يورث الظفر).
وكما أختلف في مكان مولده أُخْتُلِفَ في موته.. فعن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف قال: سأل ابن عباس كعباً وأنا حاضر فقال له: ما قول الله تعالى لإدريس {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}؟ فقال كعب: أما إدريس فإن الله أوحى إليه: أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم - لعله من أهل زمانه - فأحب أن يزداد عملاً، فأتاه خليل له من الملائكة، فقال "له": إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى ازداد عملاً، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس، فقال: وأين إدريس؟ قال هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي اقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك. فذلك قول الله عز وجل {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}.
قال البخاري: ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس، واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء: أنه لما مرّ به عليه السلام قال له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، ولم يقل كما قال آدم و إبراهيم: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح، قالوا: فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
| |
|
| |
الغريب Admin
عدد الرسائل : 2659 العمر : 35 رقم العضويه : 1 دعاء : اعلام بلدك : الهوايه : الوظيفه : نقاط : 1846 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 25/08/2007
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرأنى الأربعاء يناير 28, 2009 1:34 am | |
| الحلقة الثالثة
" آسية امرأة فرعون رضي الله عنها "
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هي آسية بنت مزاحم بن عبيد الديان بن الوليد الذي كان فرعون مصر في زمن يوسف عليه الصلاة والسلام، وقيل إنها كانت من بني إسرائيل من سبط موسى عليه الصلاة السلام وقيل كانت عمته.
كانت آسية تعيش في أعظم القصور وأفخمها إذ كان قصرها مليئاً بالجواري والعبيد والخدم أي أنها كانت تعيش حياة مترفة منعمة، فقد كانت زوجة للفرعون الذي طغى واستكبر في زمانه وادعى الألوهية وأمر عبيده بأن يقدسوه هو لا أحد سواه، وأن ينادوه بفرعون الإله والعياذ بالله.
ما أن يذكر اسم آسية امرأة فرعون حتى تراود الأذهان قصة سيدنا موسى عليه السلام وموقفها عندما رأته في التابوت.
فقد كان لوجهه المنير الذي تشع منه البراءة أثر كبير في نفسها، فهي من أقنع الفرعون بالاحتفاظ به، وتربيته كابن لهما، في البداية لم يقتنع بكلامها ولكن إصرار آسيه جعله يوافقها الرأي وعاش نبينا موسى عليه السلام معهما وأحبته حب الأم لولدها.
عندما دعا موسى عليه السلام إلى توحيد الله تعالى آمنت به وصدقته، ولكنها في البداية أخفت ذلك خشية فرعون ثم ما لبثت أن أشهرت إسلامها واتباعها لدين موسى عليه السلام، فجن جنون الفرعون وحاول عبثاً ردها عن إسلامها وإعادتها كما كانت في السابق، فتارة يحاول إقناعها بعدم مصداقية ما يدعو له موسى عليه السلام وتارة يرهبها بما قد يحل بها من جراء اتباعها لموسى عليه السلام، لكنها كانت ثابتة على الحق لم يزحزحها فرعون في دينها وإيمانها مقدار ذرة.
سأل فرعون المقربين منه عن رأيهم فيما يفعل بها، فأخبروه أن يقتلها لعظم ما فعلته من وجهة نظرهم، فقام الفرعون بربط يديها ورجليها بأربعة أوتاد وألقاها في الشمس، حيث الحر والأشعة الحارقة ووضعوا صخرة كبيرة على ظهرها.
ومع كل ذلك صبرت آسية وتحملت الشقاء طمعاً بلقاء الله عز وجل والفوز بالجنة، لاعتقادها القوي بأن الله لا يضيع أ جر الصابرين.
وقبل أن تزهق روحها الطاهرة دعت آسية المولى عز وجل أن يتقبلها في فسيح جناته وأن يبني لها بيتاً في الجنة.
قال تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) "التحريم".
وقد بني لها الله عنده بيتاً في الجنة، واستحقت أن يضعها الرسول صلى الله عليه وسلم مع النساء اللاتي كملن، عندما قال: "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام".
وروي عن ابن عباس قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خطوط أربع في الأرض وقال أتدرون ما هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم فقال صلى الله عليه وسلم أفضل نساء الجنة أربع خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
| |
الغريب Admin
عدد الرسائل : 2659 العمر : 35 رقم العضويه : 1 دعاء : اعلام بلدك : الهوايه : الوظيفه : نقاط : 1846 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 25/08/2007
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرأنى الأربعاء يناير 28, 2009 1:35 am | |
| الحلقة الرابعة
" أصحاب الأخدود "
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
موقع القصة في القرآن الكريم: ورد ذكر القصة في سورة البروج الآيات 4-9.
يقول المولى عز وجل في سورة البروج: {قُتِلَ أصحابُ الأخدود (4) النارِ ذاتِ الوَقود (5) إذْ هم عليها قُعود (6) وهُم على ما يفعلونَ بالمؤمنين شُهود (7) وما نقموا منهم إلاّ أن يؤمنوا باللهِ العزيزِ الحميد(8)}.
القصة: القصة عن الملك (ذو نواس) وهو آخر ملوك الدولة الحميرية، الذي أقدم على حفر أخدودٍ كبيرٍ جعل منه فرناً أحرق فيه الآلاف من سكان دولته ممن رفضوا التخلي عن ديانتهم والرجوع إلى عقيدتهم السابقة.
كان هناكّ رجلاً من أتباعِ سيدنا عيسى ابن مريمَ المسلمينَ يقال له فَيْميونُ الراهبُ، وكان صالحًا مجتهدًا زاهدًا في الدنيا، مجابَ الدعوةِ، وكان سائحًا ينزلُ بين القرى، لا يُعرفُ بقريةٍ إلاَّ خرجَ منها إلى قريةٍ أخرى لا يأكل إلا منْ كسبِ يديهِ.
تعرَّف إليهِ أحدُهم وأسلمَ على يديهِ واسمهُ صالحٌ، وبينما هما في سياحتهما في جزيرةِ العربِ اختطفتْهما مجموعةٌ من قطّاع الطرقِ وباعوهما بنجرانَ وهو اسمُ ناحيةٍ فيها، وكان أهلُ نجرانَ يومئذٍ كبقيّة العربِ وقتها من عبدَةِ الأوثانِ يعبدون نخلةً طويلةً في أرضهم، لها عيدٌ في كل سنةٍ، وإذا جاءَ العيدُ علقوا عليها كل ثوبٍ حسَن وجدوه، وزيَّنوها بحُلي النساء، ثم خرجوا إليها فعكفوا عليها كل اليوم.
اشترى رجلٌ من وُجهائهم فيميونَ فكان إذا قام في الليل ليصلي، أضاءَ له البيتُ حتى يأتيَ الصباحُ من غيرِ مصباح، إذ كان وليًّا ذا كرامات، فرأى ذلك سيّده، فأعجبه ما يرى منه، فسأل عن دينه، فأخبره به، وقال له فيميون: إنما أنتمُ على باطل، إنَّ هذه النخلة لا تضرُّ ولا تنفعُ، ولو دعوتُ عليها إلهي الذي أعبدهُ لأهلكها بإذنه تعالى، وهو الله وحدَه لا شريك له.
فقال له سيّدُه: فافعل، فإنَّك إن فعلتَ دخلنا في دينك، وتركنا ما نحنُ عليه.
قام فيميونُ وتوضَّأ وصلى ركعتين، ثم دعا الله عليها، فأرسل اللهُ عليها ريحًا قلعتها وأسقطتها من أصلها إلى الأرض، فاتّبعه عند ذلك أهلُ نجران على دينِ الإسلام، ثم دخلتْ عليهم الأحداثُ وحرَّفوا الدينَ وحصل الكفرُ وعمَّ.
كان من أمرِ فيميونَ عندما انتشرَ الفسادُ أن بنى خيمةً له خارجَ نجرانَ يتعبَّدُ اللهَ تعالى وحدَه فيها وانقطع عن الناس، وحدثَ أنّه كان في نجرانَ ملكٌ لديه ساحرٌ وقد صار عجوزًا فطلبَ الساحرُ من الملِك أن يبعثَ له بغلامٍ كي يعلّمهُ السحرَ. وكانت خيمةُ فيميونَ بينَ نجرانَ وقرية الغلامِ الذي أرسلَه الملِكُ ليتعلمَ السحرَ.
ذات يومٍ مرَّ الغلامُ بخيمةِ الراهبِ فسمِعَه يتلو الإنجيل الصحيحَ بصوتٍ عذبٍ، فأعجبه ما يرى منه من صلاتِه وعبادته، فصار يجلسُ إليه ويسمعُ منهُ حتى أسلمَ فوحَّد اللهَ وعبدَه، وصار يسأل عن أحكامِ الإسلامِ حتى ترقَّى في العلمِ والعبادة. وكان الغلامُ أحيانًا يتأخّر عند الراهبِ فإذا وصل عند الساحرِ ضربَه لتأخُّرِه وإذا جاءَ إلى أبيهِ متأخّرًا ضربَه أبوهُ.
فشكا الغلامُ أمرَه إلى الراهبِ فقال له: إذا خشيتَ الساحرَ فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيتَ أهلَكَ فقُل حبسني الساحرُ. كي لا يُظلمَ لأنَّه يتعلم الدينَ وأحكامَه في زمنٍ قلَّ فيه المسلمون.
كان في ذلك البلد حيَّة عظيمة قطعت طريق الناسِ، فمرَّ بها الغلامُ وحمل حجرًا ثم سمَّى اللهَ تعالى ورماها به فقتلها، وأتى الراهبَ فأخبره، فقال له الراهبُ: إنَّ لك شأنًا عظيمًا، وإنَّك ستُبتلى فإن ابتُليتَ فلا تدلَّ أحدًا عليَّ.
صار الغلامُ إذا دخل نجرانَ لم يلقَ أحدًا به ضرٌّ أو كان أكمَه أي أعمى أو أبرص وهو المصابُ بمرضٍ جلديّ منفّرٍ إلا قال له: يا عبد الله، أتوحِّدُ اللهَ وتدخل في دين الإسلام، وأدعو الله فيعافيكَ مما أنت فيه من البلاء؟ فيقول: نعم، فيوحّد الله ويُسلم، ويدعو له فيشْفَى، حتى لم يبقَ بنجرانَ أحدٌ به ضرّ إلا أتاهُ فاتَّبعه على أمره، ودعا له فعوفي. وكان للملكِ ابنُ عمّ أعمى، فسمعَ بالغلامِ وقتْلِ الحيَّة فأتاهُ بهدايا كثيرة فقال له: ما ها هنا لك كلُّه إن أنتَ شفيتني.
فقال الغلامُ: إني لا أشفي أحدًا إنما يشفي اللهُ من يشاء، فإن أنتَ ءامنتَ بالله دعوتُ اللهَ لكَ فشفاكَ وعافاك.
فآمنَ الرجل باللهِ وأسلمَ فشفاهُ الله، فأتى ابنُ العمّ هذا إلى الملِك فجلسَ إليهِ كما كان يجلسُ سابقًا، فقال له الملك الذي كان يدَّعي الألوهيةَ والعياذ بالله تعالى: من ردَّ عليكَ بصرَك؟ قال: ربّي. قال: ولكَ ربٌّ غيري؟ قال: ربي وربُّك الله، فأخذه فلم يزل يعذّبه حتى دلَّ على الغلام، فجيء بالغلام، فقال له الملك: يا غلامُ قد بلغَ من سحرِك ما تبرىءُ الأكمه والأبرص.
فقال الغلامُ: إنّي لا أشفي أحدًا، إنما يشفي الله. فأخذه فلم يزل يعذّبه حتى دلَّ على الراهبِ، فجيء بالراهبِ فقيل له: ارجعْ عن دينك الإسلام، فأبى ولم يرضَ بالكفرِ ولا بالرجوعِ عن دينه، فدعا الملك فوضعَ المنشارَ في مَفرِقِ رأس الراهبِ فشقَّه، ولم يكتفِ الملكُ بذلكَ بل جاءَ بابن عمّه وقال له: ارجع عن دينك فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه أيضا فشقّه هو الآخر.
ثم جاء بالغلامِ فقال له: ارجع عن دينك، فأبى فدفعَه إلى بعضِ جنوده وقال لهم: اذهبوا إلى قمّة الجبل فإن رجع عن دينه اتركوهُ وإلاّ فاطرحوه إلى الأسفل.
فصعدوا به إلى قمّة الجبل، فقال الغلام داعيًا ربَّه عز وجل: اللهمَّ اكفنيهم بما شئتَ، فاهتزَّ الجبلُ فسقطوا وقُتلوا. وعاد الغلامُ سالمًا إلى الملك، فلما رءاهُ استغربَ ودهش، وسأله عن الجنود فقال: كفانيهمُ الله. وقد عاد الغلام رغم أنه كان يستطيع الفرار والهروبَ لأنه كان يطمعُ أن يتراجعَ الملِك عن كفره فيُسلم فيكونَ إسلامُه سببًا في إسلامِ قومه.
فدفعه الملِك إلى مجموعةِ جنودٍ ءاخرين وقال لهم: اذهبوا به فاحملوهُ في سفينةٍ فإذا صرتُم في وسط البحرِ انظروا في الأمر فإن تراجع عن دينه فعودوا به وإلاّ فاقذفوه فيه، فذهبوا به فدعا الغلامُ قائلاً: اللهمَّ اكفنيهم بما شئتَ، فانقلبت بهم السفينة فغرق الجنود وعاد الغلامُ سالمًا إلى الملِك، فدهش مرة ثانية من رؤيته، وسأله عن الجنودِ فأخبره بما جرى ثم قال للملِك: إنّك لستَ بقاتلي حتى تفعل ما ءامرُكَ بهِ.
قال الملك: وما هو؟ قال: تجمعُ الناسَ في مكانٍ واحدٍ وتصلُبني على جذعٍ ثم تأخذُ من جعبةِ سهامي واحدًا ثم تضعه في القوسِ ثم تقولُ بسم اللهِ ربّ الغلامِ ثم ترميني فإذا فعلتَ ذلك قتلتني.
جمعَ الملكُ الناسَ وصلبَ الغلامَ كما أخبره ثم أخذ سهمًا من جعبتهِ ونفَّذ ما أمره به الغلام ثم رماه فوضعَ الغلامُ يده موضع السهم فمات. فقال الناسُ عندها: ءامنَّا بربّ الغلام، لا إله إلا الله، لا إلهَ إلاَّ إلهُ عبدِ اللهِ بنِ الثامرِ (وهو اسم الغلام).
فقال وزراء الملك: أرأيتَ ما كنتَ تحذرُ قد والله نزلَ بكَ حذرُك، وءامن الناسُ وأسلموا.
استشاطَ الملكُ غيظًا وغضبًا وأمر بإغلاقِ أبواب المدينةِ ثم شقَّ أخاديدَ في الأرضِ قيل إن عددها سبعة، طول كل أخدود منها أربعون ذراعًا، وعرضُه اثنا عشر ذراعًا، ثم طُرح فيها النفطُ والحطب وأُجّجت نيرانُها وبدأت ألسنة اللهب تتصاعد منها، ثم وقف الملك وأعوانُه على جانبي كلّ أخدود، ويجلبون المسلمَ فإن أبى الرجوعَ عن دينِه قذفوهُ بها وإلا تركوه.
رمى أعوان الملك في النار قرابة عشرينَ ألفًا من المسلمين وقيل أكثر ما بين رجال وشيوخ ونساء وأطفال، حتى إنّه جيء بامرأة مسلمةٍ وكان لها ثلاثة بنين، أحدهم رضيع فقال لها الملك: ارجعي وإلا قتلتك أنت وأولادَك، فأبت، فألقى ابنيها الكبيرينِ، فلم تتراجع، ثم أخذ الصغير ليلقيه فبكت فأنطقَ اللهُ ابنها الرضيع وقال :"يا أماه، لا ترجعي عن دينكِ، لا بأس عليك" فألقاه وألقاها في أثره.
وروي أن المسلمين كانت تقبض أرواحهم قبل أن تمسَّهم النارُ وحرُّها. ثم بعد أن رمى الملك من رمى ارتفعت النار من الأخدود فصارت فوق الملِك وأعوانهِ أربعين ذراعًا ثم هبطتْ عليهم وأحرقتهم فذابوا وتحولوا إلى رماد.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
| |
الغريب Admin
عدد الرسائل : 2659 العمر : 35 رقم العضويه : 1 دعاء : اعلام بلدك : الهوايه : الوظيفه : نقاط : 1846 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 25/08/2007
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرأنى الأربعاء يناير 28, 2009 1:36 am | |
|
الحلقة الخامسة
" أصحاب السبت "
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
موقع القصة في القرآن الكريم ورد ذكر القصة في سورة البقرة. كما ورد ذكرها بتفصيل أكثر في سورة الأعرف الآيات 163-166.
القصة
أبطال هذه القصة جماعة من اليهود، كانوا يسكنون في قرية ساحلية، اختلف المفسّرون في اسمها، ودار حولها جدل كثير، أما القرآن الكريم فلا يذكر الاسم ويكتفي بعرض القصة لأخذ العبرة منها.
كان اليهود لا يعملون يوم السبت، وإنما يتفرغون لعبادة الله فقد فرض الله عليهم عدم الانشغال بأمور الدنيا بعد أن طلبوا منه سبحانه أن يخصص لهم يوما للراحة والعبادة، لا عمل فيه سوى التقرب لله بأنواع العبادة المختلفة.
جرت سنّة الله في خلقه وحان موعد الاختبار والابتلاء لمدى صبرهم واتباعهم لشرع الله وابتلاء يخرجون بعده أقوى عزما، وأشد إرادة تتربى نفوسهم فيه على ترك الجشع والطمع، والصمود أمام المغريات.
ابتلاهم الله عز وجل، بأن جعل الحيتان تأتي يوم السبت للساحل، وتتراءى لأهل القرية، بحيث يسهل صيدها ثم تبتعد بقية أيام الأسبوع فانهارت عزائم فرقة من القوم، واحتالوا على شيمة اليهود وبدوا بالصيد يوم السبت.
لم يصطادوا السمك مباشرة، وإنما أقاموا الحواجز والحفر، فإذا قدمت الحيتان حاوطوها يوم السبت، ثم اصطادوها يوم الأحد، كأن هذا الاحتيال بمثابة صيد وهو محرّم عليهم.
فانقسم أهل القرية لثلاث فرق، فرقة عاصية تصطاد بالحيلة، وفرقة لا تعصي الله وتقف موقفا إيجابيا مما يحدث فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتحذّر المخالفين من غضب الله، وفرقة ثالثة سلبية لا تعصي الله لكنها لا تنهى عن المنكر.
وكانت الفرقة الثالثة تتجادل مع الفرقة الناهية عن المنكر عن فائدة نصح العصاة، فهم لن يتوفقوا عن احتيالهم، وسيصيبهم من الله العذاب بسبب أفعالهم. فلا جدوى من تحذيرهم بعدما كتب الله عليهم الهلاك.
إلا أن الفرقة التي رفضت عصيان أمر الله أكدت أنها ما تقوم إلا بواجبها في الأمر بالمعروف وإنكار المنكر، أبتغاء لمضاة الله عز وجل.
لكن العصاة استكبروا، ولم تجد الكلمات نفعا معهم، فجاء أمر الله وحل بالعصاة العذاب، فمسخهم الله وحوّلهم لقردة عقابا لهم لإمعانهم في المعصية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
| |
الغريب Admin
عدد الرسائل : 2659 العمر : 35 رقم العضويه : 1 دعاء : اعلام بلدك : الهوايه : الوظيفه : نقاط : 1846 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 25/08/2007
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرأنى الأربعاء يناير 28, 2009 1:38 am | |
| [size=18] الحلقة السادسة " أصحاب الفيل " [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]موقع القصة في القرآن الكريم ورد ذكر القصة في سورة الفيل الآيات 1-5. القصة قام والي اليمن (أبرهة) ببناء كنيسة عظيمة، في محاولة لأسترضاء ملك الحبشة النجاشي، راغبا في صرف العرب عن الحج لبيت الله الحرام فيحجّون إلى هذه الكنيسة بدلا من بيت الله الحرام فكتب إلى النجاشي يبشره ببناء كنيسة لم يبن مثلها لملك من قبل, مؤكدا أنها سيصرف العرب عن حج بيت الله الحرام. لكن توقعات أبرهة ذهبت أدراج الرياح بعد أن رفض العرب تلبية دعوته، وأخذتهم عزتهم بمعتقداتهم وأنسابهم، لدرجة أن بعض الشائعات قالت أن بنو كنانة قتلوا رسول أبرهة الذي جاء يطلب منهم الحج للكنيسة. وهنا قرر أبرهة هدم الكعبة وجهّز جيشا جرارا، وضع في مقدمته فيلا بالغ القوة والضخامة، كانوا يستخدمونه في الحروب، فعزمت العرب على قتال أبرهة وكان أول من خرج للقاءه، رجل من أشراف اليمن يقال له ذو نفر دعى قومه فأجابوه، والتحموا بجيش أبرهة. لكنه هُزِم وسيق أسيرا. ثم خرج نفيل بن حبيب الخثعمي، فهزم أيضا وأُخِذَ أسيرا، وصار دليلا لجيش أبرهة حتى وصلوا الطائف، فخرج رجال من ثقيف، وقالوا لأبرهة أن الكعبة موجودة في مكة حتى لا يهدم بيت اللات الذي بنوه في الطائف وأرسلوا مع الجيش رجلا منهم ليدلّهم على الكعبة. وفي مكان يسمى المغمس بين الطائف ومكة، أرسل أبرهة كتيبة من جنده، ساقت له أموال قريش وغيرها من القبائل وكان من بين هذه الأموال مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم، كبير قريش وسيّدها فهمّت قريش وكنانة وهذيل وغيرهم على قتال أبرهة. ثم عرفوا أنهم لا طاقة لهم به فتركوا ذلك. وبعث أبرهة رسولا إلى مكة يسأل عن سيد البلد, ويبلغه أن الملك لم يأت لحربهم وإنما جاء لهدم هذا البيت, فإن لم يتعرضوا له فلا حاجة له في دمائهم. فلما أخبر الرسول عبد المطلب برسالة أبرهة، أجابه: "والله ما نريد حربه وما لنا بذلك من طاقة. هذا بيت الله الحرام. وبيت خليله إبراهيم عليه السلام.. فإن يمنعه منه فهو بيته وحرمه, وإن يخل بينه وبينه فوالله ما عندنا دفع عنه". ثم انطلق عبد المطلب لمحادثة أبرهة رآه أبرهة أجله وأعظمه, وأكرمه عن أن يجلسه تحته, وكره أن تراه الحبشة يجلس معه على سرير ملكه فنزل عن سريره وجلس على بساطه وأجلسه معه إلى جانبه. ثم قال لترجمانه أن يسئل عبد المطلب ما حاجته?، فقال: حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي، فتعجب أبرهة وأجاب موجها حديثه لسيد قريش: قد كنت أعجبتني حين رأيتك, ثم قد زهدت فيك حين كلمتني، أتكلمني في مئتي بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه لا تكلمني فيه?. فقال له عبد المطلب قولته الشهيرة: أما البيت فإن له رب يحميه. ثم عاد عبد المطلب إلى قريش وأخبرهم بما حدث، وأمرهم بالخروج من مكة والبقاء في الجبال المحيطة بها. ثم توجه وهو ورجال من قريش للكعبة وأمسك حلقة بابها، وقاموا يدعون الله ويستنصرونه. ثم ذهب هو ومن معه للجبل. وتحرك جيش أبرهة والفيل في مقدمته، وعلى مشارف مكة برك الفيل ولم يتحرك فضربوه ووخزوه، لكنه لم يقم من مكانه. فوجّهوه ناحية اليمن، فقام يهرول. ثم وجّهوه ناحية الشام، فتوجّه. ثم وجّهوه جهة الشرق، فتحرّك، فعادوا به ناحية مكة فَبَرَك. يئس أبرهة من أشتراك الفيل في المعركة فأمر رجاله بالتحرك وحدهم ناحية البيت الحرام لهدمه، فكان ما أراده الله من إهلاك الجيش حيث أمتلئت السماء بجماعات من الطير، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار: حجر في منقاره, وحجران في رجليه, أمثال الحمص والعدس, لا تصيب منهم أحدا إلا هلك. فتركتهم كأوراق الشجر الجافة الممزقة. فهاج الجيش وماج، وبدوا يسألون عن نفيل بن حبيب; ليدلهم على الطريق إلى اليمن. فقال نفيل بن حبيب حين رأى ما أنزل الله بهم من نقمته: حمدت الله إذ أبصرت طيرا * * * وخفت حجارة تلقى علينا فكل القوم يسأل عن نفيـل * * * كأن علي للحبشان دينـا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
| |
الغريب Admin
عدد الرسائل : 2659 العمر : 35 رقم العضويه : 1 دعاء : اعلام بلدك : الهوايه : الوظيفه : نقاط : 1846 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 25/08/2007
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرأنى الأربعاء يناير 28, 2009 1:41 am | |
| الحلقة السابعة
" أصحاب الكهف "
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
موقع القصة في القرآن الكريم
ورد ذكر القصة في سورة الكهف الآيات 9-26.
القصة
في زمان ومكان غير معروفين، كانت توجد قرية مشركة ضل ملكها وأهلها عن الطريق المستقيم، وعبدوا مع الله مالا يضرهم ولا ينفعهم من غير أي دليل على ألوهيتهم، ومع ذلك كانوا يدافعون عن هذه الآلهة المزعومة، ولا يرضون أن يمسها أحد بسوء ويؤذون كل من يكفر بها، ولا يعبدها.
وبرغم الظروف الفاسدة ظهرت في هذا المجتمع مجموعة قليلة من الشباب حكّمت عقلها، ورفضت السجود لغير الله الذي بيده كل شيء.
لم يكن هؤلاء الفتية أنبياء ولا رسلا، ولم يتوجب عليهم تحمل ما يتحمله الرسل، إنما كانوا أصحاب إيمان، فأنكروا على قومهم شركهم بالله، وطلبوا إقامة الحجة على وجود آلهة غير الله.
ولما فشلوا في المواجهة مع قومهم قرروا النجاة بدينهم وبأنفسهم بالهجرة من القرية لمكان آمن يعبدون الله فيه، بعد أن ثبت لديهم أن القرية فاسدة، وأهلها ضالون.
عزم الفتية على الخروج من القرية، والتوجه لكهف مهجور ليكون ملاذا لهم بشكل مؤقت حتى تتيسر لهم سبل الهجرة لمكان آخر، فخرجوا ومعهم كلبهم تاركين وراءهم منازلهم ليسكنوا كهفا موحشا طمعا في رحمة الله.
استلقى الفتية في الكهف، وجلس كلبهم على الباب يحرسه، وهنا حدثت المعجزة الألهية، فنام الفتية ثلاثمئة وتسع سنوات.
وخلال هذه المدة، كانت الشمس تشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله، فلا تصيبهم أشعتها في أول ولا آخر النهار وكانوا يتقلبون أثناء نومهم، حتى لا تهترئ أجسادهم. فكان الناظر إليهم يحس بالرعب لأنهم نائمون ولكنهم كالمستيقظين من كثرة تقلّبهم.
وبعد كل هذه السنين، بعثهم الله مرة أخرى أستيقظ الفتية من سباتهم الطويل، لكنهم لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت في نومهم. وكانت آثار النوم الطويل بادية عليهم. فتساءلوا: كم لبثنا؟!، فأجاب بعضهم: لبثنا يوما أو بعض يوم. لكنهم تجاوزوا بسرعة مرحلة الدهشة، فمدة النوم غير مهمة. المهم أنهم استيقظوا وعليهم أن يتدبروا أمورهم.
أخرج الفتية النقود التي كانت معهم، ثم طلبوا من أحدهم أن يذهب خلسة للمدينة، ويشتري طعاما طيبا، ثم يعود إليهم برفق حتى لا يشعر به أحد فيعاقبهم جنود الملك أو الظلمة من أهل القرية إن علموا بأمرهم.
وهكذا خرج المختار من الفتية متوجها للقرية، إلا أنها لم تكن كعهده بها. لقد تغيرت الأماكن والوجوه، وتغيّرت البضائع والنقود.
تعجب الفتى واستغرب كيف يحدث كل هذا في يوم وليلة، فيما أيقن أهل القرية أنه غريب، من ثيابه التي يلبسها ونقوده التي يحملها.
تغيرت طباع أهل المدينة وآمن أهلها، فهلك الملك الظالم، وجاء مكانه رجل صالح وفرح الناس بهؤلاء الفتية المؤمنين. لقد كانوا أول من يؤمن من هذه القرية. فهاجروا من قريتهم لكيلا يفتنوا في دينهم ثم عادوا فأجتمع أهل القرية وقرروا أن يذهبوا لرؤيتهم.
وبعد أن ثبتت المعجزة، معجزة إحياء الأموات وبعدما استيقنت قلوب أهل القرية قدرة الله سبحانه وتعالى على بعث الموتى، برؤية مثال واقعي ملموس أمامهم.
أخذ الله أرواح الفتية، فاختلف أهل القرية فيما يفعل بهم، فمنهم من دعى لإقامة بنيان على كهفهم، ومنهم من طالب ببناء مسجد وهو الرأي الذي تم تنفيذه بعد إجماع الآراء عليه.
الملاحظ في هذه القصة أن زمنها غير معلوم فهل حدثت قبل زمن عيسى عليه السلام، أم بعده، وهل آمنوا بربهم من تلقاء أنفسهم، أم أن أحد دعاهم للإيمان، وفي أي البلاد كانوا؟.
هل كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم، أم خمسة سادسهم كلبهم، أم سبعة وثامنهم كلبهم؟، كلها مجهولة إلا أن الله عز وجل ينهانا عن الجدال ويأمرنا بإرجاع علمهم إلى الله، فالعبرة ليست في العدد، وإنما فيما آل إليه الأمر، فلا يهم إن كانوا أربعة أو ثمانية، إنما المهم أن الله أحياهم بعد أكثر من ثلاثمئة سنة ليرى من عاصرهم قدرة الله على بعث من في القبور، ولتتناقل الأجيال خبر هذه المعجزة جيلا بعد جيل.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
| |
|
| |
الغريب Admin
عدد الرسائل : 2659 العمر : 35 رقم العضويه : 1 دعاء : اعلام بلدك : الهوايه : الوظيفه : نقاط : 1846 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 25/08/2007
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرأنى الأربعاء يناير 28, 2009 1:43 am | |
| الحلقة الثامنة
" سيدنا الخضر "
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
موقع القصة في القرآن الكريم
ورد ذكر القصة في سورة الكهف الآيات 60-82.
القصة
قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا) (الكهف: 60)
كان لموسى عليه السلام هدف من رحلته التي اعتزمها, وكان يقصد من ورائها امرا، فهو يعلن عن تصميمه على بلوغ مجمع البحرين مهما تكن المشقة، ومهما يكن الزمن الذي يقضيه في الوصول، فيعبر عن هذا التصميم قائلا (أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا).
القرآن الكريم لم يحدد المكان الذي وقعت فيه القصة، ولا التاريخ بالتحديد هل كان قبل بعثة موسى عليه السلام أم بعد أن بعثه الله رسولا، كما أنه لم يصرح بالأسماء ولم يبين ماهية العبد الصالح الذي التقاه موسى، هل هو نبي أو رسول؟ أم عالم؟ أم ماذا بالضبط؟.
اختلف المفسرون حول مكان وقوع القصة فقيل إنه بحر فارس والروم، وقيل بحر الأردن أو القلزم، وقيل عند طنجة، وقيل في أفريقيا، وقيل بحر الأندلس، إلا أن كل هذه التفسيرات لاتقوم على دليل، ولو كان تحديد المكان مطلوبا لحدده الله تعالى، إنما يأتي أبهام المكان والزمان وأسماء الأشخاص في السياق القرآني لحكمة يعلمها وحده سبحانه وتعالى، فيخفي السياق القرآني اسم أهم أبطال القصة ويشير إليه الحق تبارك وتعالى بقوله: (عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا).
فالقصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا الذي نعرفه، وليس علم الأنبياء القائم على الوحي.. إنما علم من طبيعة غامضة بلا تفسيرات.. علم القادر الأعلى.
لقد خص الله تعالى نبيه الكريم موسى عليه السلام بأمور كثيرة، فهو كليم الله عز وجل، وأحد أولي العزم من الرسل، وصاحب معجزة العصا واليد، والنبي الذي أنزلت عليه التوراة دون واسطة، وإنما كلمه الله تكليما.
هذا النبي العظيم يتحول في القصة إلى طالب علم متواضع، ومن يكون معلمه غير هذا العبد الذي يتجاوز السياق القرآني اسمه، وإن حدثتنا السنة المطهرة أنه الخضر عليه السلام كما حدثتنا أن الفتى هو يوشع بن نون، ويسير موسى مع العبد الذي يتلقى علمه من الله بغير أسباب التلقي الني نعرفها.
ومع منزلة موسى العظيمة إلا أن الخضر يرفض صحبة موسى، يفهمه أنه لن يستطيع معه صبرا، ثم يوافق على صحبته بشرط ألا يسأله موسى عن شيء حتى يحدثه الخضر عنه.
والخضر في القصة هو الصمت المبهم، فهو لا يتحدث، وتصرفاته التي يأتيها الخضر ترتفع أمام عيني موسى حتى لتصل إلى مرتبة الجرائم والكوارث.. وهناك تصرفات تبدو لموسى بلا معنى.
تبدأ القصة بعد أن قام موسى خطيبا في بني إسرائيل، يدعوهم إلى الله ويحدثهم عن الحق، ويبدو أن حديثه جاء جامعا قويا، وبعد أن انتهى من خطابه سأله أحد المستمعين من بني إسرائيل: هل على وجه الأرض أحد اعلم منك يا نبي الله؟، فقال موسى مندفعا: لا..
وساق الله تعالى عتابه لموسى حين لم يرد العلم إليه، فبعث إليه جبريل يسأله: يا موسى ما يدريك أين يضع الله علمه؟، فأدرك موسى أنه تسرع وعاد جبريل، عليه السلام، يقول له: إن لله عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك.
عقد موسى العزم على الرحيل لمصاحبة هذا العبد العالم وسأل كيف السبيل إليه فأمر أن يرحل، وأن يحمل معه حوتا في مكتل (سمكة في سلة)، وفي المكان الذي ترتد فيه الحياة لهذا الحوت ويتسرب في البحر، سيجد العبد العالم.
انطلق موسى ومعه فتاه (الذي قيل أنه يوشع بن نون) وقد حمل الفتى الحوت، بحثا عن العبد الصالح وليست لديهم أي علامة على المكان الذي يوجد فيه إلا معجزة ارتداد الحياة للسمكة القابعة في السلة وتسربها إلى البحر.
يظهر عزم موسى عليه السلام في العثور على هذا العبد ولو اضطره الأمر إلى أن يسير أحقابا وأحقابا (يقال أن الحقبة عام كامل)، وقيل ثمانون عاما، وهي في العموم تعبير عن التصميم، لا عن المدة على وجه التحديد.
وصل الاثنان (موسى وفتاه) إلى صخرة جوار البحر، فرقد موسى واستسلم للنعاس، وبقي الفتى ساهرا، وهنا أذن الله سيحانه وتعالى فعادت الحياة للحوت وقفز إلى البحر.. (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا).. وهي العلامة التي أرشد الله نبيه موسى إلى أنه سيجد عندها الرجل الحكيم الذي جاء يتعلم منه.
نهض موسى من نومه فلم يلاحظ أن الحوت تسرب إلى البحر ونسي فتاه يصحبه أن يحدثه عما وقع، فسارا بقية يومهما وقد نسيا أمر الحوت، وعندما حل بهما التعب تذكر موسى غداءه (قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا)، وعندئذ تذكر الفتى كيف تسرب الحوت إلى البحر فأخبر موسى بما وقع، واعتذر إليه بأن الشيطان أنساه أن يذكر له الحادثة.
فرح موسى بما ذكره الفتى (قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ)، مؤكدا لفتاه أن هذا ما كان ينتظره فتسرب الحوت يحدد المكان الذي سيلتقي فيه بالرجل العالم.
وهكذا أرتد الأثنان يقصان أثرهما عائدين إلى موضع الصخرة التي عادت عندها الحياة للحوت، وهناك وجدا رجلا مسجى بثوبه.. وقد جعل طرفه تحت رجليه وطرف تحت رأسه، فسلم عليه موسى وطلب أن يصحبه في طريقه على أن يعلمه مما يعلم، لكن الخضر رفض (إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا)، مؤكدا لموسى أنه لن يطيق صبرا على علم يجهله، لأن الظواهر لن تعطيه تفسيرا، وربما يرى ما لا يفهم له سببا أو علة.
لكن موسى أحتمل كلمات الصد القاسية وعاد يرجو العبد الصالح أن يسمح له بمصاحبته والتعلم منه، موكدا له إنه سيجده إن شاء الله صابرا ولا يعصي له أمرا.
قال الخضر إن هناك شرطا لقبول أن يصاحبه موسى وهو ألا يسأله عن شيء حتى يحدثه هو عنه.. فوافق موسى على الشرط وانطلقا سويا.
مشى موسى عليه السلام مع العبد الصالح على ساحل البحر فمرت بهما سفينة، فطلب الخضر وموسى من أصحابها أن يحملوهما، وعرف أصحاب السفينة الخضر فحملوه وحملوا موسى بدون أجر، إكراما للخضر، وفوجئ موسى حين رست السفينة وغادرها أصحابها حتى بدأ الخضر يخرق السفينة، فاقتلع لوحا من ألواحها وألقاه في البحر فحملته الأمواج بعيدا.
استنكر موسى تصرف الخضر، كان تصرف معيب من وجهة نظره.. وغلبت طبيعة موسى المندفعة عليه، وحركته غيرته على الحق، فاندفع يحدث معلمه وقد نسي الشرط: (قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا).
ولما ذكره العبد الصالح بما أشترطه عليه (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا)، أعتذر موسى بالنسيان ورجاه ألا يؤاخذه وألا يرهقه (قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا).
ومجددا أنطلق الأثنان في مسيرة هدفها العلم، فمرا على حديقة يلعب بها صبيان.. حتى إذا تعبوا من اللعب انتحى كل واحد منهم ناحية واستسلم للنعاس.. فوجئ موسى بأن الخضر يقتل غلاما، فثار سائلا عن الجريمة التي ارتكبها هذا الطفل لينال القتل كجزاء.
ويعاود الخضر تذكيره بأنه لن يستطيع الصبر (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا)، ومجددا يعتذر موسى بأنه نسي ولن يعاود الأسئلة، مضيفا أنه لو نسي مرة آخرى سيكون من حق الخضر أن يفارقه (قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا).
وتستمر الرحلة، فيدخلا قرية بعد أن نفذ منهما الطعام، فاستطعما أهل القرية فأبوا أن يضيفوهما.. وجاء عليهما المساء، وأوى الاثنان إلى خلاء فيه جدار يريد أن ينقض (جدار يتهاوى ويكاد يهم بالسقوط)، وفوجئ موسى بأن الخضر ينهض ليقضي الليل كله في إصلاح الجدار وبنائه من جديد.
يندهش موسى من تصرف رفيقه ومعلمه فالقرية بخيلة، لا يستحق من فيها هذا العمل المجاني (قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا)، وما كاد ينطقها موسى حتى التفت إليه الخضر: (هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ).
إن كل تصرفات العبد الرباني التي أثارت موسى وحيرته لم يكن حين فعلها تصدر عن أمره.. كان ينفذ إرادة عليا.. وكانت لهذه الإرادة العليا حكمتها الخافية، وكانت التصرفات تشي بالقسوة الظاهرة، بينما تخفي حقيقتها رحمة.
إن أصحاب السفينة سيعتبرون خرق سفينتهم مصيبة جاءتهم، بينما هي نعمة تتخفى في زي المصيبة.. نعمة لن تكشف النقاب عن وجهها إلا بعد أن تنشب الحرب ويصادر الملك كل السفن الموجودة غصبا، ثم يفلت هذه السفينة التالفة المعيبة.. وبذلك يبقى مصدر رزق الأسرة عندهم كما هو، فلا يموتون جوعا.
وسيعتبر والد الطفل المقتول وأمه أن كارثة قد دهمتهما لقتل وحيدهما الصغير البريء.. غير أن موته يمثل بالنسبة لهما رحمة عظمى، فإن الله سيعطيهما بدلا منه غلاما يرعاهما في شيخوختهما ولا يرهقهما طغيانا وكفرا كالغلام المقتول.
أما الجدار فقد كان يخبئ تحته كنزا لغلامين يتيمين ضعيفين في المدينة. ولو ترك الجدار ينقض لظهر من تحته الكنز فلم يستطع الصغيران أن يدفعا عنه.. ولما كان أبوهما صالحا فقد نفعهما الله بصلاحه في طفولتهما وضعفهما، فأراد أن يكبرا ويشتد عودهما ويستخرجا كنزهما وهما قادران على حمايته.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
| |
الغريب Admin
عدد الرسائل : 2659 العمر : 35 رقم العضويه : 1 دعاء : اعلام بلدك : الهوايه : الوظيفه : نقاط : 1846 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 25/08/2007
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرأنى الأربعاء يناير 28, 2009 1:44 am | |
| الحلقة التاسعة
" أنبياء أهل القرية "
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يحكي الحق تبارك وتعالى قصة أنبياء ثلاثة بغير أن يذكر أسمائهم، كل ما يذكره السياق أن القوم كذبوا رسولين فأرسل الله ثالثا يعزرهما، لكن الناس ظلوا على إنكارهم للرسل وتكذيبهم.
يقول المولى عز وجل: (قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ) (سورة يس: الآية 15).
لم يذكر القرآن من هم أصحاب القرية ولا ما هي القرية، وقد اختلفت فيها الروايات، وإن كان عدم إفصاح القرآن عنها دليل على أن تحديد اسمها أو موضعها لا يزيد شيئاً في دلالة القصة وإيحائها.
والقصة توضح الاعتراض المتكرر على بشرية الرسل والذي تبدو فيه سذاجة التصور والإدراك, كما يبدو فيه الجهل بوظيفة الرسول، فالناس دائما يتوقعون أن يكون هناك سر غامض في شخصية الرسول وحياته تكمن وراءه الأوهام والأساطير.
فالغالبية العظمي من الناس تتوقع أن الرسول لا يجب أن يكون شخصية مكشوفة بسيطة لا أسرار فيها ولا ألغاز حولها?!، لايجب أن يكون شخصية بشرية عادية من الشخصيات التي تمتلىء بها الأسواق والبيوت?!
وهو تصور ساذج، فالأسرار والألغاز ليست صفة ملازمة للنبوة، والرسالة منهج إلهي تعيشه البشرية، وحياة الرسول هي النموذج الواقعي للحياة وفق ذلك المنهج.
النموذج الذي يدعو قومه إلى الاقتداء به فلابد أن يكون رسولهم من البشر ليحقق نموذجاً من الحياة يملكون هم أن يقلدوه.
وعودة إلى أنبياء القرية، فقد أكد الرسل لقومهم في ثقة المطمئن إلى صدقه, العارف بحدود وظيفته، إن الله يعلم، وإن وظيفة الرسل البلاغ، وهم بعد ذلك أحرار فيما يتخذون لأنفسهم من تصرف. وفيما يحملون في تصرفهم من أوزار. والأمر بين الرسل وبين الناس هو أمر ذلك التبليغ عن الله; فمتى تحقق ذلك فالأمر كله بعد ذلك إلى الله.
لكن أهل القرية الضالين لم يأخذوا الأمور هذا المأخذ الواضح السهل اليسير، قالوا: إننا نتشاءم منكم ونتوقع الشر في دعوتكم فإن لم تنتهوا عنها فإننا لن نسكت عليكم, ولن ندعكم في دعوتكم: (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ) (يّـس:18) وبرغم هذه الرد المخيب لكن الواجب الملقى على عاتق الرسل قضي عليهم بالمضي في الطريق، فالقول بالتشاؤم من دعوة أو من وجه خرافة من خرافات الجاهلية، والرسل يبينون لقومهم أنها خرافة وأن حظهم ونصيبهم من خير ومن شر لا يأتيهم من خارج نفوسهم إنما هو معهم مرتبط بنواياهم وأعمالهم, متوقف على كسبهم وعملهم وفي وسعهم أن يجعلوا حظهم ونصيبهم خيراً أو أن يجعلوه شراً.
وسياق القصة لا يذكر بالتحديد ماذا كان من أمر هؤلاء الأنبياء، إنما يذكر ما كان من أمر إنسان آمن بهم، ووقف بإيمانه أقلية ضعيفة ضد أغلبية كافرة.
شخص جاء من أقصى المدينة يسعى وقد تفتح قلبه لدعوة الحق، فهذا رجل سمع الدعوة فاستجاب لها بعد ما رأى فيها من دلائل الحق والمنطق، وحينما استشعر قلبه حقيقة الإيمان تحركت هذه الحقيقة في ضميره لم يطق عليها سكوتاً، ولم يقبع في داره بعقيدته وهو يرى الضلال من حوله الفجور ولكنه سعى للحق الذي آمن به.
قال الرجل المؤمن لقومه: اتبعوا هؤلاء الرسل فإن الذي يدعو مثل هذه الدعوة وهو لا يطلب أجراً, ولا يبتغي مغنماً صادق، وإلا فما الذي يحمله على هذا العناء إن لم يكن يلبي تكليفاً من الله? ومجابهة الناس بغير ما ألفوا من العقيدة? والتعرض لأذاهم وشرهم واستهزائهم وتنكيلهم, وهو لا يجني من ذلك كسباً, ولا يطلب منهم أجراً? وهداهم واضح في طبيعة دعوتهم. فهم يدعون إلى إله واحد. ويدعون إلى نهج واضح. ويدعون إلى عقيدة لا خرافة فيها ولا غموض. فهم مهتدون إلى نهج سليم, وإلى طريق مستقيم.
ثم عاد يتحدث إليهم عن نفسه وعن أسباب إيمانه, ويناشد فيهم الفطرة التي استيقظت فيه فاقتنعت بالبرهان الفطري السليم، ثم يبين ضلال المنهج المعاكس منهج من يعبد آلهة غير الرحمن لا تضر ولا تنفع.
يقول المولى عز وجل في كتابه الحكيم: (إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ) (يّـس:25).
ويسرد سياق القصة بعد ذلك أن القوم الكافرين قتلوا الرجل المؤمن، وإن كان لا يذكر شيئاً من هذا صراحة إنما يسدل الستار على الدنيا وما فيها, وعلى القوم وما هم فيه ويرفعه لنرى الرجل المؤمن منعما في الجنة.
يقول الله تعالى: (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ .بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ).
هذا كان جزاء الإيمان وأما الطغيان فكان أهون على الله من أن يرسل عليه الملائكة لتدمره: (وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ .. إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ).
فالوصف في هنا يحكي أن الهلاك جاء بصيحة واحدة، ولم يكن الأمر يستدعي نزول الملائكة, تهويناً لشأنهم, وتصغيراً لقدرهم. فما كانت إلا صيحة أخمدت أنفاسهم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
| |
الغريب Admin
عدد الرسائل : 2659 العمر : 35 رقم العضويه : 1 دعاء : اعلام بلدك : الهوايه : الوظيفه : نقاط : 1846 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 25/08/2007
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرأنى الأربعاء يناير 28, 2009 1:46 am | |
| العلقة العاشرة
" بقرة بني إسرائيل "
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
موقع القصة في القرآن الكريم
ورد ذكر القصة في سورة البقرة الآيات 67-73.
القصة
كانت نفوس بني إسرائيل ملتوية بشكل لا تخطئه عين الملاحظة، ويبدو عنادهم فيما يعرف بقصة البقرة، حيث أختصم أهل أحد الأثرياء من بني إسرائيل عُثر عليه ميتا ولم يعرفوا قاتله، وحين أعيتهم الحيلة لجئوا لنبي الله موسى لعلهم يجدون عنده خبر القاتل.
لجأ موسى لله تعالى فأمره أن يأمر قومه أن يذبحوا بقرة، وكان المفروض هنا أن يذبح القوم أول بقرة تصادفهم، غير أنهم بدءوا مفاوضات غير مقبولة أو مفهومة واتهموا موسى بأنه يسخر منهم ويتخذهم هزوأ، فاستعاذ موسى بالله أن يكون من الجاهلين ويسخر منهم وأفهمهم أن حل القضية يكمن في ذبح بقرة.
إلى هنا والموضوع بسيط يدخل في المعجزات الآلهية التي لا علاقة لها بالمألوف في الحياة، أو المعتاد بين الناس، فلا توجد علاقة بين ذبح بقرة ومعرفة قاتل في جريمة غامضة، لكن متى كانت الأسباب المنطقية هي التي تحكم حياة بني إسرائيل؟ إن المعجزات الخارقة هي القانون السائد في حياتهم، وليس استمرارها في حادث البقرة أمرا يوحي بالعجب أو يثير الدهشة.
لكن بني إسرائيل هم بنو إسرائيل. مجرد التعامل معهم عنت. تستوي في ذلك الأمور الدنيوية المعتادة، وشؤون العقيدة المهمة لابد أن يعاني من يتصدى لأمر من أمورهم.
وهكذا يعاني سيدنا موسى من إيذائهم له واتهامه بالسخرية منهم، ثم ينبئهم أنه جاد فيما يحدثهم به، ويعاود أمره بذبح بقرة، وتعود الطبيعة المراوغة لبني إسرائيل إلى الظهور، فيتساءلون: أهي بقرة عادية كما عهدنا من هذا الجنس من الحيوان؟ أم أنها خلق تفرد بمزية، فليدع موسى ربه ليبين لنا ما هي؟.
ويستجيب لهم موسى ويدعو الله فيزداد التشديد عليهم، وتحدد البقرة أكثر من ذي قبل، بأنها بقرة وسط ليست مسنة، وليست فتية.
إلى هنا كان ينبغي أن ينتهي الأمر، غير أن المفاوضات أستمرت والمماطلة والمراوغة التي هي عهد بني إسرائيل لم تزل تحكم المفاوضات، فتسائلوا ما هو لون البقرة؟ ولماذا لا يدعو موسى ربه ليسأله عن لون البقرة؟.
وبرغم فظاظة السؤال وعدم مراعتهم لمقتضيات الأدب والوقار اللازمين في حق الله تعالى وحق نبيه الكريم، وكيف أنهم ينبغي أن يخجلوا من تكليف موسى بهذا الاتصال المتكرر حول موضوع بسيط لا يستحق كل هذه المراوغة يستجيب موسى يسأل موسى ويخبرهم أن الله تعالى أخبره أنها صفراء، فاقع لونها تسر الناظرين.
وهكذا حددت البقرة بأنها صفراء، ورغم وضوح الأمر، عاد بنوا إسرائيل للمراوغة من جديد، وعادوا يسألون موسى أن يدعو الله ليبين لهم ما هي، فإن البقر تشابه عليهم، فحدثهم موسى عن بقرة ليست معدة لحرث ولا لسقي، سلمت من العيوب، صفراء لا شية فيها، أي أنها خالصة الصفرة.
وبعد طول بحث عثر بنوا إسرائيل على بقرتهم المنشودة، التي لولا عنادهم وفظاظتهم لكانت بقرى عادية بلا مواصفات أصلا، فاشتروها وذبحوها.
وأمسك موسى جزء من البقرة، قيل أنه لسانها، وضرب به القتيل فنهض من موته، فسأله موسى عن قاتله فحدثهم عنه (وقيل أشار إلى القاتل من غير أن يتحدث)، ثم عاد إلى رقدته وقد فارقته الروح بأمر الله.
شاهد بنو إسرائيل معجزة إحياء الموتى أمام أعينهم، واستمعوا بآذانهم إلى اسم القاتل. وانكشف غموض القضية التي حيرتهم زمنا طال بسبب تعنتهم وضعف إيمانهم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
| |
|
| |
الغريب Admin
عدد الرسائل : 2659 العمر : 35 رقم العضويه : 1 دعاء : اعلام بلدك : الهوايه : الوظيفه : نقاط : 1846 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 25/08/2007
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرأنى الأربعاء يناير 28, 2009 1:48 am | |
| الحلقة الحادية عشر
" خولة بنت ثعلبة "
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تذكر كتب التفاسير أن خولة بنت ثعلبة زوجة أوس بن الصامت رضي الله عنهما، كان بينها وبين زوجها ما يكون بين الرجل وزوجته من خلاف وقد كان زوجها رجلاً سريع الغضب، فلما كان بينهما ما كان، حلف أن لا يقربها، وقال لها: أنت علي كأمي وكانت هذه عادة من عادات الجاهلية التي حرمها الإسلام، لكن بقيت رواسبها عند البعض.
ثم إن أوسًا بعد ما كان منه ما كان، أراد أن يقرب زوجته فامتنعت منه، ورفضت أن تستجيب له، حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخبره بما كان، لكن أوسًا تحرج ومنعه الحياء أن يذكر لرسول الله ما جرى منه فذهبت خولة بنفسها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبرته بالذي حدث، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أراك إلا قد حرمت عليه)، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن زوجها لم يرد بقوله ذلك طلاقًا ولا فراقًا، فأجابها رسول الله ثانية: (ما أراك إلا قد حرمت عليه)، فلما سمعت جواب رسول الله التجأت إلى الله قائلة: اللهم إليك أشكو حالي وفقري.
ثم أخذت تحاور رسول الله لتقنعه أنها تحب زوجها، ولا تريد فراقه، وأنه يبادلها نفس المشاعر، فما كان من رسول الله إلا أن أجابها ثالثة: (ما أراك إلا قد حرمت عليه)؛ ومع هذا، لم تيأس من رحمة الله، ومن ثم أخذت من جديد تحاور رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلها تقنعه بإيجاد مخرج للمأزق الذي هي فيه، فتقول له: فإني وحيدة، ليس لي أهل سواه...إن لي صبية صغارًا، إن ضممتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إلي جاعوا، فلا يجد لها رسول الله جوابًا إلا أن يقول لها: (لا أراك إلا قد حرمت عليه)، فلما لم تجد لها جوابًا التجأت إلى الله قائلة: اللهم أنزل على لسان نبيك ما يقضي لي في أمري، فلم تكد تنتهي من دعائها، حتى أنزل الله قوله سبحانه: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} (المجادلة:1) ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن أنزل الله عليه قرآنًا، بين فيه حكم هذه الواقعة، دعا زوجها أوسًا ، وسأله أن يحرر عبدًا كفارة عن فعله، فأخبر أوس رسول صلى الله عليه وسلم أنه لا طاقة له بذلك، فسأله رسول الله إن كان يستطيع أن يصوم شهرين، فأجابه أنه لا يستطيع؛ لأنه رجل قد تقدم به العمر، والصيام يضعفه، حينئذ طلب منه رسول صلى الله عليه وسلم أن يتصدق على ستين مسكينًا، فأخبره أنه لا يملك من المال ما يتصدق به، فلما رأى عليه الصلاة والسلام من حاله ما رأى، تصدق عنه، وطلب منه أن يعود إلى زوجته .
وفي هذه القصة درسًا عمليًا لنساء الأمة الإسلامية ورجالها، يبين واجب المرأة في الدفاع عن مصالحها ومصالح أسرتها، وأن ذلك حق مشروع لها، لا ينبغي التفريط به بحال من الأحوال.
كما أن القصة تبين تحريم ما يسمى في شريعة الإسلام بأحكام الظهار، وهو أن يحرم الرجل على نفسه جماع زوجته، بأن يشبهها بأحد محارمه، كأمه وأخته؛ فيقول لزوجته مثلاً: أنت عليَّ كظهر أمي، أو أنت علي كظهر أختي؛ فتحرم الزوجة على زوجها، ولا يجوز لهما أن يتعاشرا معاشرة الأزواج، إلا بعد أن يكفِّر الزوج عن يمينه، بحسب مجريات القصة.
وتوضح القصة مكانة المرأة في الإسلام، وأن لها من الحقوق، وعليها من الواجبات، كالتي للرجل، إلا ما فضل الله به بعضهم على بعض؛ قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (البقرة:228)، وليس الأمر كما يقول البعض إن الإسلام قد ظلم المرأة، وحرمها الكثير من حقوقها؛ فها هي المرأة تتوجه بشكواها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قضية أسرية، ويسمع الله شكواها من فوق سبع سموات، ويُنـزِّل قرآنًا في أمرها، مبينًا المخرج من أزمتها، مما يؤكد منحها كامل الحق في طلب العدل في أمرها، وأمر أسرتها وأبنائها .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
| |
|
| |
الغريب Admin
عدد الرسائل : 2659 العمر : 35 رقم العضويه : 1 دعاء : اعلام بلدك : الهوايه : الوظيفه : نقاط : 1846 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 25/08/2007
| موضوع: رد: سلسلة القصص القرأنى الأربعاء يناير 28, 2009 1:51 am | |
| الحلقة الثانية عشر " ذو القرنين " [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]غير معلوم قطعا من هو ذو القرنين، كل ما أخبرنا به القرآن عنه أنه ملك صالح، آمن بالله وبالبعث وبالحساب، فمكّن الله له في الأرض، وقوّى ملكه، ويسر له فتوحاته. بدأ ذو القرنين التجوال بجيشه في الأرض، داعيا إلى الله فاتجه غربا، حتى وصل للمكان الذي تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من وراءه، وربما يكون هذا المكان هو شاطئ المحيط الأطلسي، حيث كان يظن الناس ألا يابسة وراءه، فألهمه الله أو أوحى إليه أنه مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار، فإما أن يعذبهم أو أن يحسن إليهم. فما كان من الملك الصالح، إلا أن وضّح منهجه في الحكم، فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة. أما من آمن، فسيكرمه ويحسن إليه. بعد أن انتهى ذو القرنين من أمر الغرب، توجه للشرق فوصل لأول منطقة تطلع عليها الشمس وكانت أرضا مكشوفة لا أشجار فيها ولا مرتفعات، فحكم ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب. وصل ذو القرنين في رحلته، لقوم يعيشون بين جبلين أو سدّين بينهما فجوة، كانوا يتحدثون بلغتهم التي يصعب فهمها وعندما وجدوه ملكا قويا طلبوا منه أن يساعدهم في التصدي ليأجوج ومأجوج بأن يبني لهم سدا، مقابل خراج من المال يدفعونه له. وافق الملك الصالح على بناء السد، لكنه زهد في مالهم، واكتفى بطلب مساعدتهم في العمل على بناء السد وردم الفجوة بين الجبلين. استخدم ذو القرنين وسيلة هندسية مميزة لبناء السّد. فقام أولا بجمع قطع الحديد ووضعها في الفتحة حتى تساوى الركام مع قمتي الجبلين ثم أوقد النار على الحديد، وسكب عليه نحاسا مذابا ليلتحم وتشتد صلابته. فسدّت الفجوة، وانقطع الطريق على يأجوج ومأجوج، فلم يتمكنوا من هدم السّد ولا تسلقه وأمن القوم الضعفاء من شرّهم. بعد أن انتهى ذو القرنين من هذا العمل الجبار، حمد الله على نعمته، وردّ الفضل والتوفيق فيما وصل إليه لله سبحانه وتعالى، فلم تأخذه العزة، ولم يسكن الغرور قلبه. أما عن ماهيّة يأجوج ومأجوج، وموطنهم وصفتهم، فالأحاديث فيها كثيرة، ومنها ما هو صحيح ومنها ما هو مرفوع. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
| |
| سلسلة القصص القرأنى | |
|