موضوعنا في هذه الخطبة هو :
بعنوان الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم
سبب الموضوع : قامت صحيفة دنماركية بالإساءة للنبي الكريم وذلك بعمل مسابقة برسم كاركاتير للرسول الكريم يضمّن الاستهزاء به .وهو عبارة عن اثنا عشر صورة ساخرة استنكر المسلمون في الدنمارك البالغ عددهم 180000 وكذا بعض الدبلوماسيين وأرسلوا إلى رئيس الوزراء فرفض مقابلتهم وقال الحرية تكفل لهم ذلك فرفع المسلمون دعوى إلى القضاء فرفضت الدعوى وانه لا يوجد في القانون ما يعاقب على ذلك مع أن القانون يكفل حرية التعبير بما ينفع المجتمع ولا يضر الآخرين. إذا فهو موقف رسمي للدولة
وهكذا قام الكثير من العلماء بما اوجب الله عليهم من الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذا بعض القنوات الفضائية والصحف
تعرفون عباد الله حكم الله فيمن شتم رسوله فهذه قصة ذلك اليهودي كعب بن الاشرف ......................القصة .
وكذا الذين أمر الرسول الأكرم بقتلهم وان كانوا متعلقين بأستار الكعبة يعني الذين كانوا يهجونه ولهذا قال بعض العلماء إن شاتم الرسول يقتل وان تاب ولكننا نعيش زمن الغربة والضعف والنفاق ولا حول ولا قوة إلا بالله وهكذا قصة عبدالله بن عتيك في البخاري ..
أيها المسلمون أرأيتم لو أن الشعب الدنماركي أساء إلى ملك أو رئيس دولة ماذا سيكون اقل شيء الاستنكار انظروا مثلا الأسد عندما طلب للتحقيق كيف تأزمت الأمور فما بالنا بسيد الخلق أجمعين .
أيها المسلمون لقد ذكر العلماء والغيورون بعض الحلول في زمن الضعف منها:
1- المقاطعة المطلقة من قبل الحكومات وإغلاق السفارات الدنماركية وسحب السفراء
2- مقاطعة المسلمون للبضائع الدنماركية
3- مراسلة وزارة الثقافة الدنماركية
4- تأليف مالا يقل عن عشرة مؤلفات باللغة الدنماركية تظهر محاسن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم مدعمة بالأدلة العقلية وبشهادات عقلائهم بصدق رسالته صلى الله عليه وسلم
5- الدعاء في الأوقات المستجابة على الصحيفة وأعداء الرسالة
بأبي وأمي أنت يا رسول الله يا ليت ذلك حصل لنا لا لك يا خير خلق الله
ذكر شيخ الإسلام في كتابه الصارم المسلول أن احد الصحابة رضي الله عنهم كان في صفوف القتال قبل البدء فسمع رجلا يسب نبي الرحمة فقال لا تسب رسول الله سب أبي وأمي ولا تسب رسول الله فزاد الكافر في السب فحمل المؤمن عليه فقتل رضي الله عنه واسلم الساب فكان يسمى المحمول عليه
أيها المسلمون ما من مصيبة إلا وتحتها بشرى ولا شك أن لله حكم قي هذا الأمر منها:
1- قال شيخ الإسلام كنا إذا حاصرنا قوماً فإذا سبوا رسول الله علمنا انه الفتح
2- سيتعرف على النبي من لا يعرفه .
3- سيؤجر الكثير من الغيورين وستحصل الهدايات (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا.....)
4- فضح كثير من المنافقين الذين يرغون ويزبدون إذا قام احد الدعاة ببيان حكم الله في لينين أو مشيل عفلق النصراني او غيرهما وعند أن يعتدى على سيد الناس أجمعين والبشير النذير و السراج المنير كأنّ الأمر لا يعنيه
5- بيان أن الأمة مازالت بخير حيث إن الأمر قد أيقظ مضاجعهم وأصبح همهم وحديث مجالسهم وهو دليل على مكانة النبي الأكرم قي نفوسهم
أيها المسلمون اذكر لكم كلاما لأحد عقلاء الكفار بعد أن تأمل رسالة الإسلام والحق ما شهدت به الأعداء وهو الفيلسوف الانجليزي توماس كارليل الحائز على جائزة نوبل حيث قال في كتابه الإبطال كلامًا طويلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب به النصارى :( لقد أصبح من اكبر العار على أي فرد متحدث هذا العصر أن يصغي إلى ما يقال من أن دين الإسلام كذب وأن محمدا خداع مزور .وان لنا ان نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة فان الرسالة التي أداها ذلك الرسول مازالت السراج المنير مدة اثني عشر قرناً لنحو مائتي مليون من الناس _والعدد اليوم أكثر من مليار و ثلاث مئة مليون _أفكان أحدكم يظن إن هذه الرسالة التى عاش بها ومات عليها هذه الملايين الفائقة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة؟!
أما انأ فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي أبداً ولو أن الكذب والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج، ويصادفان منهم مثل هذا القبول،فما الناس إلا بله مجانين،فوا أسفا ! ما أضعف أهله وأحقهم بالرثاء والرحمة.
وبعد ،فعلى من أراد أن يبلغ منزلة ما في علوم الكائنات إلا يصدق شيئا ألبته من أقوال أولئك السفهاء، فإنها نتائج جيل كفر،وعصر جحود والحاد ، وهي دليل على خبث القلوب، وفساد الضمائر ،وموت الأرواح في حياة الأبدان . ولعل العالم لم ير قط رأيا أكفر من هذا وألأم ، وهل رأيتم قط معشر الإخوان ، أن رجلا كاذبا يستطيع أن يوجد وينشره علنا؟
والله إن الرجل الكاذب لا يقدر أن يبني بيتا من الطوب ،فهو إذا لم يكن عليما بخصائص الجير والجص والتراب وما شاكل ذلك فما ذلك الذي يبنيه ببيت،وإنما هو تل من الإنفاق وكثيب من أخلاط المواد،نعم، وليس جديرا أن يبقى على دعائمه اثني عشر قرناً يسكنه الملايين من الأنفس ، ولكنه جدير أن تنهار أركانه، فينهدم، فكأنه لم يكن . وما الرسالة التي أداها إلا حق صراح ، وما كلمته إلا قول صادق .كلا، ما محمد بالكاذب ، ولا الملفق، وهذه حقيقة تدفع كل باطل ، و تدحض حجة القوم الكافرين
إلى أن قال : كان عادلا صادق النية كان ذكي اللب شهم الفؤاد ، لوذعيا،كأنما بين جنبيه مصابيح كل ليل بهيم،ممتلئا نورا ، رجلا عظيما بفطرته ،لم تثقفه مدرسة ،ولا هذبه معلم ،وهو غني عن ذلك .
ويزعم المتعصبون من النصارى أن محمدا لم يكن يريد بقيامه إلا الشهرة الشخصية، ومفاخرة الجاه والسلطان.
كلا – وايم الله – لقد كان في فؤاد ذلك الرجل ابن القفار والفلوات ،المتوقد المقلتين ، النفس ، المملوء رحمة وخيرا وحكمة وحجة – أفكار غير الطمع الدنيوي ، وكيف لا ،وتلك نفس صامتة كبيرة ،ورجل من الذين لا يمكنهم إلا إن يكونوا مخلصين جادين ، فبينما ترى آخرين يرضون الاصطلاحات الكاذبة، ويسيرون طبق الاعتبارات الباطلة اذ ترى محمدا لم يرضى إن يتلفق بمألوف الأكاذيب ، ويتوشح بمبتدع الأباطيل .
إذا فلنضرب صفحا عن مذهب الجائرين أن محمدا كاذب ،ونعد موافقتهم عارا ،وسبة،وسخافة ، وحمقا ،فلنربأ بأنفسنا عنه
إلى قال ( وان دينا امن به أولئك العرب الوثنيون وامسكوه بقلوبهم النارية لجدير ان يكون حقا وجدير ان يصدق به وإنما أودع هذا الدين من القواعد هو الشيء الوحيد الذي للإنسان ان يومن به وهذا الشيء هو روح جميع الأديان وراوح تلبس أثوابا مختلفة وأثوابا متعددة وهو في الحقيقة شيء واحد وبإتباع هذه الروح يصبح الإنسان إماماً كبيرا لهذه المبعد الكبير – الكون- جاريا على قواعد الخالق تابعا للقوانين لا مجادلا عبثا ان يقاومها ويدافعها .
لقد جاء الإسلام على تلك الملل الكاذبة والنحل الباطلة فابتلعها وحق له أن يبتلعها لأنه حقيقة وما كان يظهر الإسلام حتى احترقت فيه وثنيات العرب وجدليات النصارى وكل ما لم يكن بحق فانه حطب ميت .
إلى قال أيزعم الافّاكون الجهلة انه مشعوذ محتال ؟؟ كلا ثم كلا ما كان قط ذلك القلب المحند الجائش كأنه تنور فِكر يضور ويتأجج - ليكون قلب محتال ومشعوذ ، لقد كانت حيته في نظره حقاً وهذا الكون رائعة كبيرة ))
إلا إن قال (( مثل هذه الأقوال ، وهذه الأفعال ترينا في محمد أخ الإنسانية الرحيم ، أخانا جميعاً الرءوف الشفيق وابن أمنا وأبينا الأول .
واني لأحب محمداً لابراءة طبعة من الرياء والتصنع ، ولقد كان ابن القفار رجلاً مستقل الرأي ، لا يقول إلا عن نفسي ولا يدعي ما ليس فيه ولم يكن متكبراً ، ولكنه لم يكن ذليلاً َضِرعاً ، يخاطب يقوله الحر المبين قياصرة الروم وأكاسرة العجم ، يرشدهم إلى ما يجب عليهم لهذه الحياة وللحياة الآخرة ، وكان يعرف لنفسه قدرها ، ولم تخلو الحروب الشديدة التي وقعن معه مع الإعراب من مشاهد قوة ، ولكنها كذلك لم تخلو من دلائل رحمة وكرم وغفران ، وكان محمد لا يعتذر من الأولى ولم يفتخر من الأخرى )
إلى أن قال .. (( وما كان محمدا بعابث قط ، ولا شاب من قوله شائبة لعباً ولهواً بل كان الأمر عنده أمر خسران وفلاح ، ومسالة فناء وبقاء ولم يكن منه بازائها إلا الإخلاص الشديد والجد المرير .
وفي الإسلام خلة أراها من اشرف الخلال واجلها وهي التسوية بين الناس ، وهذا يدل على اصدق النظر وأصوب الرأي ، فنفس المؤمن رابطة بجميع دول الأرض ، والماس في الإسلام سواء ))
إلى أن قال (( وسع نوره الإنحاء ، وعم ضوؤه الإرجاء ، وعقد شعائه الشمال بالجنوب والمشرق بالمغرب ، وما هو إلا قرن بعد هذا الحادث حتى أصبح لدولة العرب رجلا في الهند، ورجل في الأندلس ، وأشرقت دولة الإسلام حقبا عديدة بنور الفضل والنُْبِل ،والمروءة ، والبأس والنجدة ، ورونق الحق والهدى على نصف المعمورة ))
هذا واسأل الله ان يعز دينه ويكرم نبيه وينصر أوليائه أقول هذا واستغفر الله فاستغفروه