الســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام عليكم
الــــــــــــــــــــــــــذكر والشــــــــــــــــــــــــــــــــــــكر
الذكر والشكر يقترنان دائما، كما في قول الله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ} [البقرة:152]، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"[5].
فالشكر مطلوب، وأول مراتب الشكر: أن يشعر الإنسان بأن النعم كلها من الله ... هذا هو اعتراف القلب بأن كل النعم من عند الله، حتى إن جاءت على يد مخلوق، فالذي سخره هو الله، {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل:53].
قلب شاكر ... يعترف بأن الله هو ولي النعم ومُسديها وصاحبها، وأن كل ما حوله فهو من نعمة الله عز وجل، وما أعظمها نعم الله علينا ... كل ما حولنا في خدمتنا، الله هو الذي سخر هذا.
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} [ابراهيم:34].
وعلى المؤمن أن يكون شاكرا ... هذه نعمة ... كما كان سليمان حينما حضر عرش بلقيس قبل أن يرتد إليه طرفه، قال: {هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل:40]، إنما يشكر لنفسه؛ لأنه المستفيد من الشكر ...
الشكر يحفظ عليه النعمة ويُقيدها، ويجلب عليه المزيد من هذه النعمة، كما في الآية الكريمة: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [ابراهيم:7].
_________________